لندن: تركز أجهزة الاستخبارات الاميركية على رصد حركة الأموال في سوريا بوصفها عنصراً في هيكل السلطة التي يصارع الرئيس بشار الأسد للاحتفاظ بها في مواجهة انتفاضة مستمرة منذ عام. وبقدر ما يعتمد الأسد على الأواصر العائلية والروابط المذهبية لإبقاء حلقته الداخلية موحدة فانه يحرص على أن ينال الموالون نصيبا غير متناسب من ثروة سوريا.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الخبير بالشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى اندرو تابلر ان الترتيبات المالية هي "اللحمة الحقيقية التي تُبقي النظام متماسكا". واضاف تابلر ان للموالين "استثمارا كبيرا في النظام" ومصلحة اقتصادية مباشرة في بقائه.
ولعل المثال الصارخ على هذه الامتيازات رامي مخلوف ابن خال الأسد الذي استغل نجاحه التجاري ونفوذه للسيطرة على نحو 60 في المئة من سوق الهاتف الخلوي في سوريا.
ويُتهم مخلوف باستخدام ثروته للمساعدة في تمويل حملة الأسد ضد الجماعات المعارضة.
وفي محاولة لتقويض هذه الشبكة من المصالح الاقتصادية جمدت الولايات المتحدة والجامعة العربية ارصدة عدد من اركان النظام وفرضت عقوبات اخرى ضدهم. وأحد هؤلاء حافظ مخلوف شقيق رامي الذي يتولى مسؤولية كبيرة في اجهزة الأمن السورية.
ولكن لدى الأثرياء السوريين عقودا من التمرس في حماية ارصدتهم ، وكثيرين منهم يعتمدون على سرية النظام المصرفي في لبنان حيث لا يتعين ان ترتبط الحسابات المرقمة باسم.
وقال الخبير تابلر "ان لبنان هو الرئة المالية" التي يتنفس بها النظام مشيرا الى ان افراد النخب السورية يوزعون رهاناتهم ويبحثون عن الخيارات المتاحة. ولكن لا يُعرف كم بينهم مستعدون للقطيعة مع النظام ونفض أيديهم منه.
وكان احد افراد النخبة أقدم على مثل هذه الخطوة يوم الخميس باعلان عبدو حسام الدين معاون وزير النفط السوري انشقاقه والانضمام "الى ثورة الشعب السوري الأبي" ليكون اعلى مسؤول سوري حتى الآن ينتقل الى جانب المعارضة. واعلن حسام الدين انشقاقه احتجاجا على وحشية النظام ضد مواطنيه ، وقال ان النظام سام من ادعى انه شعبه "عاما كاملا من الأسى والحزن" وأحال البلاد الى "شفير الهاوية".
مختار الساتي; توقيع العضو |
|