يتداول حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد ومؤيدوه فكرة يجدون فيها سلوى، مؤداها ان الرئيس سيُكمل ولايته التي لا تنتهي إلا في عام 2014. ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن سياسي لبناني قالت انه ينتمي الى حزب قريب من دمشق انه "بعد هذا الموعد نحن لسنا متأكدين، ولكنه سيبقى بكل تأكيد حتى عام 2014".
وتذهب المحاجة القائلة بهذا الرأي الى ان خطة المبعوث الأممي العربي كوفي انان ذات النقاط الست إذا حالفها النجاح، وهي إذا كبيرة، فان عملية الانتقال السياسي ستكون عملية طويلة، مديدة. وإذ يجري التفاوض بشأنها مع الأسد نفسه فانه على الأرجح سيتوثق، إذا تعين عليه ان ينتحى، من ان يكون تنحيه بشكل يحافظ على ماء الوجه وليس بالاكراه.
وإذا باءت الخطة بالفشل، وهو الأرجح، فان نظام الأسد سيقول للعالم انه قادر على المواجهة والتصدي وانه اثبت خلال الأشهر الأخيرة ان قوى الجيش السوري الحر المؤلف من منشقين عن الجيش النظامي ومدنيين حملوا السلاح، ليست تحديا يُعتد به لآلة النظام العسكرية وضراوة اجهزته الأمنية. وفي هذه الأثناء فان عناصر داخل النظام ربما كانت ستنقلب على الأسد ستبقى معه طالما ان قواه الأمنية تبدو اقوى من المعارضة.
ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن محلل سياسي قريب من النظام السوري تساءله من كان يتوقع حتى قبل أشهر قليلة ان يُقال في نيسان/ابريل 2012 "ان بشار سيبقى هذا العام واننا سنتحدث اليه ولا نتحدث ضده؟ ولو قال العالم انه يحشد قوة عسكرية لإنفض الجميع عن النظام ولكن النظام دمر مدنا كاملة ولم يحدث شيء".
ومما يثير غضب المعارضة قول دبلوماسيين ومحللين ان لدى حلفاء النظام السوري اسبابا وجيهة للتفاؤل. وتُعقد مقارنات بين سوريا والعراق بعد حرب الخليج عندما فقد صدام حسين السيطرة على الشمال الكردي وسحق الانتفاضة الشعبية في الجنوب لكنه ظل في الحكم دكتاتورا منبوذا طيلة عقد كامل.
وطبقا لهذا السيناريو فان النظام السوري لن يتمكن من إعادة بسط سطوته وسيطرته لن تتعدى بعض المناطق، وان سوريا ستقع ضحية نزاع أهلي ولكن الأسد سيبقى رئيسًا. ويرى محللون ان سوريا تقترب من حالة توازن جديد حيث اثبتت المعارضة والنظام على السواء صلابتهما.
ولكن معارضين سوريين يحذرون من التسرع في الخروج بخلاصات عن مصير الأسد. وهم يبدون أكثر ثقة من مؤازريهم الدوليين بقدرات الحركة الثورية على اسقاط الأسد. وتساءل المحلل السياسي المعارض سمير الطاقي "ماذا يعتقد الآخرون ان السوريين سيفعلون حتى عام 2014؟ يجلسون في بيوتهم ويقولون لبشار نحن نحبك؟ ففي سوريا انهارت الدولة والشعب لن يستسلم، ولن يهدأ".
ويؤكد الطاقي وناشطون آخرون في المعارضة ان عامين فترة طويلة جدا في سوريا وان القوى المحركة للأزمة يمكن ان تتغير تغيرا جذريا قبل عام 2014 بفترة طويلة.
في غضون ذلك يمكن اقناع روسيا، حليف الأسد الرئيسي دوليا، بالتخلي عنه ويمكن تعزيز قدرات المعارضة بالسلاح من دول خليجية ويمكن ان تتصاعد اعمال العنف الى مستويات تفرض طرح خيار التدخل العسكري الخارجي على الطاولة بعدما اصر القادة الغربيون على استبعاده حتى الآن، كما تلاحظ صحيفة فايننشيال تايمز.
يضاف الى ذلك ان العالم العربي عام 2012 ليس العالم العربي في عقد التسعينات عندما تمكن صدام حسين من بث الخوف مجددا في الجنوب المنتفض. ويتوقع ناشطون داخل سوريا ان تستمر الاحتجاجات السلمية والمعارضة المسلحة ضد النظام.
وإذا صمد وقف اطلاق النار فان هذا سيتيح للمعارضة متنفسا لاعادة تجميع قواها، كما يؤكد هؤلاء الناشطون، وانها ستغتنم كل فرصة حتى إذا كانت زيارة خاطفة يقوم بها المراقبون الدوليون للنزول الى الشوارع والمطالبة باسقاط النظام.
وستكون الأشهر المقبلة فترة ترقب بانتظار رد فعل المجتمع الدولي. ولكن تطور حركة الاحتجاج في المدن والبلدات السورية نفسها هو الذي سيكون له في نهاية المطاف الأثر الحاسم في محاولات الأسد التشبث بالسلطة.
مختار الساتي; توقيع العضو |
|