مختار الساتي
عضو مبدع
العمر : 56
عدد المساهمات : 1921
اعلان ممول
 |  موضوع: منشقو دمشق.. "الموت ولا الاسد" وكوردستان للكورد والانبار والموصل للقبليين الإثنين أبريل 02, 2012 8:20 am | |
| 
بدا ابكمَ، بحركات يديه القى التحية، ملامح اختلافه عن سكان المنطقة بانت على وجهه الدائري ذي البشرة البيضاء الفاتحة، لف على رأسه فوطة بيضاء مرقعة بالاحمر، ارتسمت الابتسامة على وجهه المتعجب بعد أن همس احد سكان الدار في اذنه، فنطق لسانه "الله يحي الشباب"، قالها بصوت مرتفع.
مهيمن شاب سوري، وهو احد الجنود المنشقين عن جيش نظام بشار الاسد، منذ قدومه إلى الانبار(غربي العراق) في كانون الثاني الماضي اقام في دار ابو احمد، الذي يرتبط معه بروابط قبلية، وعمل معه في بيع اللحوم متظاهرا بأنه ابكم ليخفي هويته الحقيقية خوفا من اعتقاله وتسليمه للحكومة السورية.
بعد أن القى التحية، خطا بضع خطوات سريعة ليتوسد اريكة وضعت قرب الباب "عندما همس ابو احمد في اذني بجملة هذا قريبي شعرت بالارتياح لا اريد ان يعلم احد بوجودي هنا، افضل الموت على تسليمي لقوات الاسد"، قالها مهيمن وهو يتنفس الصعداء.
ولا تمنح الحكومة العراقية حق اللجوء للسوريين، وهي تعد اللاجئين الذين يصلون الى الحدود العراقية متسللين وتعيدهم الى بلادهم، لذلك يعيش اللاجئون السوريون العرب في العراق وهم لايتجاوزون العشرات وسط خوف مستمر من تسليمهم للنظام السوري الحاكم، ويتركز هؤلاء متخفين في الانبار والموصل ويسكنون منازل اشخاص على صلة قبلية بهم.
وقال مصدر امني مسؤول طلب عدم نشر اسمه لـ"شفق نيوز" إن "قوات الحدود منعت دخول العديد من اللاجئين السوريين الى الاراضي العراقية، لانهم متسللين بحسب القانون العراقي".
وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت في بيان لها تلقت "شفق نيوز" نسخة منه أن قوة من حرس الحدود تمكنت من صد مجموعات من المتسللين والمهربين الذين حاولوا عبور الحدود باتجاه العراق من سوريا، وأجبرتها على التراجع الى عمق الاراضي السورية".
وازدادت عمليات العنف في سورية في الأشهر الستة الأخيرة خاصة في محافظات حمص وادلب وحماه, ما أدى إلى زيادة وتيرة الهجرة من سوريا, وفقا للأمم المتحدة.
والشاب السوري مهيمن الذي اتخذ من محافظة الانبار ملاذا امنا له هو جندي تابع للفيلق الاول، للفرقة رقم 3، من الوحدة رقم 11، الكتيبة 5 في الجيش السوري، وهو من سكان دمشق.
وارتشف مهيمن بضع رشفات من الماء وتابع حديثه بصوت مرتجف يقاطعه صدى طرقات اصابعه على خشب الاريكة التي يتوسدها "الامر مرعب، لن يتركني نظام الاسد، سيعذبونني حتى الموت اذا وقعت في قبضتهم".
ويضيف "وصلتني اخبار عن التعذيب الذي لقيه جنود سوريون حاولوا الفرار من الجيش السوري وتم القبض عليهم من قبل نظام الاسد، لا استطيع التحدث"، قالها والدموع تنهمر من عينيه.
واعلنت وزارة الداخلية العراقية عن تسليمها لاثنين من الجنود السوريين الى النظام السوري، دخلا الى العراق قبل اشهر، وكانا معتقلين في السجون العراقية بتهمة عبور الحدود بصورة غير شرعية.
وقال وكيل وزارة الداخلية لشؤون الامن الاتحادي احمد الخفاجي لـ"شفق نيوز" ان "الجنديين السوريين متسللان، وهما ليسا لاجئين، تعاملنا معهما انسانيا باعادتهما الى بلديهما".
وانتقدت الحكومة المحلية في محافظة نينوى الاجراء الذي نفذته الحكومة المركزية والمتمثل باعادة جنديين سوريين هاربين من الجيش الشهر الحالي الى النظام السوري.
وقال رئيس مجلس محافظة نينوى اثيل النجيفي في تصريح ورد الى "شفق نيوز" "الواجب كان يفرض علينا أن نتعامل مع أخواننا السوريين اللاجئين إلى العراق بطريقة أفضل، لتجنيبهم الأذى الذي يواجهونه في حال عودتهم إلى بلادهم".
لكن وعلى مايبدو فأن تصريحات النجيفي لاتتعدى كونها انتقادات، اذ ان نائب رئيس مجلس محافظة نينوى دلدار عبدالله قال ل"شفق نيوز" ان "اي سوري يدخل البلاد بصورة غير رسمية يعد متسللا، وستقبض عليه القوات الامنية وفق القانون، ولانستطيع ان نمنع اعتقالهم".
وجميع العسكريين الفارين من الجيش السوري يهربون لعدم مقدرتهم على تنفيذ عمليات قتل بحق الشعب.
ويقول الشاب السوري مهيمن "اقسمت على حماية البلد والشعب ولكن بعد ما رأيت من انتهاكات قررت الانشقاق".
ويقول احد الجنود السوريين الهاربين والذي يسكن في محافظة الموصل لـ"شفق نيوز"، رافضا الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي "لا اختلف عن القاتل الهارب من السجن لا ادري الى متى سأبقى متخفيا ربما اعتقل في اي لحظة".
واعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في محافظة نينوى عن استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين، وقال ممثل المفوضية في نينوى رعد حسن لعدد من وسائل الاعلام إن المفوضية على أتم الاستعداد لاستقبال اللاجئين السوريين في المحافظة في حال لجوئهم للعراق.
واغلب العسكريين الفارين من الجيش السوري يفرون الى لبنان او الاردن او تركيا ولايفرون منهم إلى العراق الا من كان على صلة قبلية بقبائله.
ويقول الشاب السوري مهيمن "هربت الى منزل احد اقربائي الذي ينتمي الى المعارضة السورية، وهو الذي رتب لي مع عدد من مهربي السلاح العراقيين، ومعهم هربت الى العراق الى محافظة الانبار حيث يسكن احد الاشخاص الذي تربطني به صلة قبلية".
وكشف منسق مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة الخاص بسورية بانوس مومتزيس في تصريح لعدد من الصحفيين مؤخرا عن أن عدد النازحين السوريين الذين هربوا من بيوتهم جراء الأحداث التي تشهدها بلادهم منذ عام وصل إلى 230 ألف نازح، مشيرا الى ان نحو 30 الف سوري نزحوا الى تركيا ولبنان والاردن.
وعلى خلاف الموصل فقد بدا موقف الحكومة المحلية وعشائر الانبار اكثر شجاعة اذ ابدت استعدادها لتوفير الملجأ والمساعدات الانسانية لهم، والوقوف ضد القوات الامنية المركزية في حال حاولت اعتقالهم.
وقال رئيس مجلس انقاذ الانبار حميد الهايس ل"شفق نيوز" ان "الانبار ملجأ للسوريين، وسنوفر جميع المساعدات الانسانية لهم، وسنقف ضد القوات المركزية ان حاولت اعتقالهم".
الشاب السوري مهيمن الذي ابدى امتنانه للعائلة التي تستضيفه قال "لايهمني في اي محافظة اكون المهم اني بعيد عن نظام الاسد".
ورغم مساندة الحكومة المحلية للاجئين السوريين في الانبار على عكس الحكومة المحلية في الموصل الا ان الواقع واحد في كلتا المحافظتين بحسب المحلل السياسي علي الجبوري الذي قال ل"شفق نيوز" ان "القوات الامنية تعتقل في كلتا المحافظتين، ومن يعارضها يعتقل، لذلك اللاجئون السوريون يعانون من نفس التهديد في المحافظتين".
وتشهد عدة مدن سورية منذ عام تظاهرات مناهضة للسلطات، ترافقت بسقوط ضحايا من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد الضحايا بأنه تجاوز الـ7500 شخص فيما قالت مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 2000 شخص مع نهاية كانون الأول الماضي وتحمل "جماعات مسلحة" مسؤولية ذلك.
ولايعاني كورد سوريا اللاجئون من خوف اعادتهم الى بلادهم لكون اقليم كوردستان منحهم حق اللجوء حصرا، اذ منح الاقليم حق اللجوء السياسي ل30 جنديا هاربا من الجيش السوري، وحق اللجوء الانساني لاكثر من 150 لاجئا من كورد سوريا.
وقال مستشار رئيس الوزراء لشؤون اقليم كوردستان عادل برواري ل"شفق نيوز" ان "اقليم كوردستان يرحب بأي سوري يلجأ الى الاقليم، منحنا حق اللجوء السياسي لـ30 جنديا سوريا هاربا، واللجوء الانساني لمايقارب 150 لاجئا سوريا".
لكن مصدر مطلع في اقليم كوردستان رفض الكشف عن اسمه قال ل"شفق نيوز" ان "اللجوء في كوردستان يمنح للكورد اللاجئين من اي دولة فقط".
ورفع مهيمن رأسه الذي كانت تحتضنه يداه وتغيرت ملامح وجهه لترسم نظرة متجهمة رافقها صوت ذو نبرة حادة "أولست انسانا لماذا لااعامل في هذا البلد كأنسان".
| مختار الساتي; توقيع العضو | |
|
|
استعادة كلمة المرور
أفضل 20عضو
أفضل اعضاء اليوم
جديد المواضيع
الدردشة
حذف الكويكز
