في وقت يبطش الرئيس السوري بشار الأسد بالانتفاضة المستمرة في سوريا منذ 13 شهرا، كتب ابن عمه رواية رومانسية مثيرة اثنت عليها مجلة "باري ماش" التي وصفت سوار الأسد بأنه رجل "متواضع ومرهف".
ويقيم سوار الأسد في لندن وهو ابن رفعت الأسد عم بشار الذي قاد سرايا الدفاع سيئة الصيت، بقتلها آلاف السوريين في مدينة حماة خلال انتفاضة المدينة عام 1982.
ولكن يبدو ان سوار البالغ من العمر 36 عاما من طينة أخرى.
وتحكي رواية "من كل قلبي" قصة محام يعمل في الأمم المتحدة، أُجريت له زراعة قلب في صغره ويستقصي ظروف العملية واسبابها الحقيقية مدفوعا بحب فاشل أدمى قلبه عاطفيا هذه المرة، وجريمة ارتكبها والده.
ونالت "من كل قلبي" مديحا حارا كالته على الرواية مجلة "باري ماش" التي قالت انها عمل زاخر بالاثارة والايقاع السريع، ويتسم بسيطرة مذهلة على النص رغم انها عمل الكاتب الأول.
وصدرت الرواية بالفرنسية حتى الآن، ولاحظت قناة فرانس 24 على موقعها الالكتروني ان نقلها الى الانكليزية في المستقبل، سيكون تحديا للمترجمين بدءا من العنوان الذي يستخدم التروية في اختيار تعبير فرنسي، يوحي بعمل شيء بلا حدود أو قيود.
وقال سوار الأسد لمجلة "باري ماش" إنه كان دائما يفضل الكتابة بالفرنسية لأنها "لغة الأدب، وهي أيضا لغة لها صدى شخصي بالنسبة لي، فهي ما بدأتُ تعلمه في مستهل منفاي في سويسرا مع قراءة "الأمير الصغير"".
وغادر سوار الأسد سوريا في الثمانينات، بعد محاولة والده الفاشلة لانتزاع السلطة من أخيه الرئيس حافظ الأسد، ويعيش رفعت الأسد الآن في منطقة مايفير في لندن.
ودرس سوار وهو واحد من 16 اخا واختا، في سويسرا وتخرج من قسم القانون في جامعة السوربون. وهو الآن مدير قناة "العالمية" الفضائية التي تبث برامج ثقافية وترفيهية بالعربية والانكليزية.
وفي حين ان سوار الأسد اعترف في حديث لمجلة "باري ماش" بالمنافع التي جناها من ثروة عائلته، فانه أكد انه لا يستثمر اسمها لترويج الكتاب.
وقال سوار الأسد "انه مجرد عمل روائي وإذا كان هناك عنصرا من تاريخه في الرواية فهو في موضوعة الجروح التي يمكن ان يترك الحب آثارها في قلب شاب.
وأكد سوار الأسد انه حذف كل الاشارات الى الشرق الأوسط، لأنه لا يريد اقامة أي صلات "بين كتابتي والأحداث المأساوية في سوريا خلال العام الماضي".
ونفى سوار الأسد ان تكون لحبكة الرواية التي تتناول جريمة أب، علاقة بالاتهامات الموجهة الى والده. وقال إنه لن يشك ابدا في والده أو يفتح تحقيقا في تاريخه. وان ما حدث في حماة "حدث قبل 30 عاما وإذا كان والدي حقا مسؤولا لأُدين منذ زمن طويل".
وأكد سوار الأسد انه في كتابة هذه الرواية لم يفكر في نفسه ولا في عائلته وأن اي تشابه بين الواقع والخيال الروائي هو مصادفة محضة.
مختار الساتي; توقيع العضو |
|