من بحث للطالب أحمد مجيد حميد : بعنوان نصوص مسمارية من العصر البابلي القديم .
في المتحف العراقي (تل السيب / حوض سد حمرين) آداب جامعة بغداد : ان ابق- ادد الثاني سيطر على ضفاف نهر دجلة الاوسط ونهر ديالى ، شمالا إلى ارابخا(كركوك) وجنوبا إلى الدير وشرقا إلى ميتوران وغربا إلى الفرات الاوسط ، وان ملوك أشنونا سعوا للسيطرة على طرق التجارة وتأمينها وحمايتها وخصوصا تلك الطريق المؤدية إلى عيلام . تل السيب : .{هامش : السيب تسمية محلية ليس لها علاقة بالاسم القديم للمدينة ، اطلقها السكان المحليون عليه لوجود قبر لشخص يدعى (سيب) مدفون في وسط التل} . وهو احد التلال الواقعة في منطقة حوض حمرين المشمولة بعملية الانقاذ التي قامت بها المؤسسة العامة للاثار بمساعدة عدد من البعثات والمؤسسات والمعاهد العلمية الاثارية الاجنبية والذي يقع على بعد حوالي 18 كم غرب مدينة جلولاء الحالية في سهل زراعي واسع امتد اليه التخريب من 3 جهات ولم تسلم منه الا الجهه الشمالية الشرقية . وبسبب اعمال التخريب (اعمال الزراعة) أصبح تل السيب عبارة عن تلين منفصلين عن بعضهما بمسافة 40 م كانا في الاصل تلا واحدا . ويجاور اكبر التلال في المنطقة تل بردان وتل حداد . الذي كان يشكل معهما مدينة واحدة هي ميتوران الاسم القديم لهذه التلال في العصر البابلي القديم ، وهناك تسميات أخرى لها في العصر الاشوري هي ميتورنات وسيرارا . قامت المؤسسة العامة للأثار والتراث بالتنقيب في تل السيب 1977 وعلى موسمين ، بدأ الموسم الاول 1- 11- 1977 لغاية 15- 8- 1978 بأدارة السيدين حازم النجفي ونائل حنون ، وكشفت في تل السيب الاول عن بقايا 3 طبقات . ارخت الطبقة الاولى إلى المرحلة الفرثية . اما الطبقة الثانية والثالثة فتعود إلى العصر البابلي القديم . في تنقيبات الموسم الاول وجدت مجموعة كبيرة من رقم الطين وعشرة قبور واجزاء من سور مبني باللبن وخارج السور وجدت اكداس من الحصى لحمايته من الرطوبة حيث يعتقد بوجود قناة كانت تحاذيه تنقل منها الماء إلى داخل المدينة بواسطة مجرى وجدت اجزاء منه {هامش الباحث : لم نعثر على أية ورقة تعود لتنقيبات السيب وحداد في ارشيف دائرة الاثار لفقدانها ولذلك اعتمدنا على ما نشر وعلى ملاحظات المنقبين} . وكان هذا السور يحيط بتلال السيب وحداد ومن المحتمل بتل بردان التي تأكد فيما بعد بانها مدينة واحدة اطلق عليها اسم ميتوران . في ضوء المخلفات البنائية وطبيعة النصوص الواردة على الرقم الطينية يعتقد بأن الموقع ميتوران كان مركزا اداريا وتجاريا وثقافيا بين المواقع التي تقع ضمن منطقة حوض حمرين التابعة لمملكة أشنونا . فقد ورد اسم ميتوران في نصوصنا لعدة مرات ، كان اسم المدينة معروفا في الكتابات والمصادر المسمارية ، لكن موقعها كان مجهولا على وجه الدقة رغم تحديد البعض لأمكانية وقوعها في مكان ما على بعد 8كم تقريبا شرق التقاء نهر نارين بنهر ديالى ، الذي اقترنت به اسم المدينة . ولقد جاء اسم ميتوران في عدة صيغ وفي مختلف الازمنة التاريخية وكان هذا الاختلاف نابعا من اختلاف الموقع الجغرافي للأقوام التي ذكرته وكذلك التغيير في اللفظ وهو امر شائع وطبيعي له علاقة بتطور اللغة واختلاف وتعدد اللهجات ونلاحظ ان الاختلاف واضح في لفظ ورسم المقطع الاول من اسم نهر ديالى (Turan) بين (t.t.d) ، كما نشاهد ايضا الاختلاف في كتابة المقطع الاول والثاني مرة بالطريقة القصيرة واقصد بها مقطع واحد (tur) او بالمقطع الطويل (tu-ur) والاختلاف الاخر في حركة المقطع الاخير فمرة يكون صامتا (an) ومرة يكون متحركا (ni) ، ولكن الصيغة بشكل عام هي واحدة وان اللفظ متقارب يدل بلا شك على اسم المدينة نفسها . وربما تحول من اسم مذكر إلى مؤنث بسبب اختلاف الموقع او اللهجة على عكس المقطع الاول الذي ظل ثابتا ولم يتغيرفي كل مراحل التاريخ . وان اقدم اشارة إلى اسم مدينة ميتوران لحد الان وجدت في النصوص ألاكدية من منطقة ديالى ، حيث عثر في دفن تل بردان احد التلال العائدة لها على اسم (ميدورول) والتي يعتقد بأنها مرادفة لأسم ميتوران . اما في العصر البابلي القديم فقد جاء اسم المدينة في كل النصوص بطريقة واحدة هي ميتوران (Me-tu –ra-an ki) وان اول ذكر لها في هذا العصر جاء في نصوص تل اسمر (عاصمة مملكة أشنونا ) بشكل صيغة تاريخية ، كما ذكرت ايضا بنفس الصيغة في نصوص اشجالي ، وأرخ كلا النصين بحادثة استيلاء الملك ابق- ادد الثاني ملك أشنونا على حصن هذه المدينة وعثر على اسم ميتوران خارج حدودها فجاءت ضمن قوائم حرمل الجغرافية . كما ظهر اسمها في العصر الكشي (البابلي الوسيط) ضمن نصوص تل امليحه في حوض حمرين نشرت من لدن عالم المسماريات الالماني كيسلر بصيغة (Me-tu–ra-an/ Me-e –tur-an ) . وابتداء من العصر الاشوري الحديث ابتدأت النصوص المسمارية تشير بكثره إلى ميتوران لاسيما في كتابات ملوك آشور حيث ذكرت بصيغة (Me-tu –ur-na-at / Me-tu –ur-na-at) . وعثر على اسم ميتوران ضمن موقعها حيث وجد مكتوبا على فاس في معبد نركال بتل حداد حمل اسم مدينة (Me-e-tu-ur-ni) وكذلك وردت بشكل آخرهو(Me-dur-ni) واخيرا نقول أن لميتوران اسم آخر ورد في نصوص العصر الاشوري الحديث بصيغة (Si-ra –raki) . ولعل آخر اشارة وردت عن مدينة ميتوران جاءت من العصر البابلي الحديث ، اذ يدعي الملك الاخميني كورش ال2 بأنه قد أعاد تماثيل الآلهة إلى اماكنها المخصصة لها في عدة مدن منها مدينة (Me-tur –nu) . ولقد دخل اسم نهر ديالى (Diyala) في أسماء الأعلام كجزء رئيس ومهم يمثل القسم الثاني منها ، في نصوص السيب وحداد . وذكر بالصيغة السومرية والاكدية مسبوقا بعلامة الـ(dingir) الدالة على الالوهية ، والتي تشير إلى عبادة وقدسية نهر ديالى كآله . اما المعنى الثاني لأسم ميتوران فيعني (ماء نهر ديالى) ، ونحن لا نرجح كلا المعنيين اوالتفسيرين بل نقول بما قاله (انطوان كافينيو) وايده في ذلك د- نائل حنون بأن اسم ميتوران هو موروث حضاري عراقي قديم يعود إلى ما قبل السومريين (الفراتيين الاوائل ) ، ولا يمكن اعطاء معنى او تفسير لأسم هذه المدينة وهو يشابه في حالته هذه الكثير من أسماء المدن مثل (كيش ، اريدو ، اور ، آشور وغيرها) ومشكلة معـرفة معانـي الاسماء ومدلـولاتها من المشاكـل القائمـة لحد الان
مختار الساتي; توقيع العضو |
|