ساذكر هنا ما ذكره الباحث كمقدمة او كمدخل لعنوان المقال وذلك لاهميته .
هذا البحث للطالب أحمد مجيد حميد : بعنوان نصوص مسمارية من العصر البابلي القديم ، في المتحف العراقي (تل السيب / حوض سد حمرين) آداب جامعة بغداد : المقدمة
بعد 2004 ق- م إستوطنت عده قبائل مدينة سپار (ابو حبه) حيث سميت المدينة بأسم اثنتين منهما . مملكة أشنونا : تعرف حاليا بمنطقة ديالى وهي الرقعه الجغرافية التي تمتد بين نهر دجلة غربا وجبال زاگروس شرقا حيث يمر من وسطها نهر ديالى تتمتع هذه المنطقة بموقع ستراتيجي وجغرافي مـهم اذ تعد حلقة وصل بين بلاد الرافدين والبلدان المجاورة لها شمالا وشرقا ومن طرق استخدمت للأغراض السلمية والحربية وقد سهلت هذه المسالك عملية تحرك السكان مما أدى إلى ظهور علاقات تجارية وحضارية بين مراكزهذه المنطقة كأشنونا (تل اسمر) ، نريبتوم (اشجالي) ، توتوب(خفاجي) ، شادبّوم (حرمل) وميتوران (تليّ السيب وحداد) وغيرها من جهة وبين المراكز الحضارية سواء التي كانت في بلاد الرافدين او خارجها من الشمال والشرق كعيلام . {المعد : الى هنا انتهت المقدمة} .
الان نبدأ حول المعلومات التي تؤكد عدم ظهور الحقائق وبعدة اسباب ونحن نذكر منها حسب ما مذكور في الدراسة : ان اعمال التنقيب لم تنجز بشكل كامل ودقيق ، بل اجريت بوقت عصيب وسريع وفي احيان أخرى بسبب تضارب المعلومات التاريخية لأختلاف الميول السياسية او الدينية ، فضلا عن ان اغلب النصوص المكتشفة لم تقرأ بشكل تام لحد الان ويقدرعددها بالآلاف رغم مرور عشرات السنوات ، ولكثرة الممالك والحكام وتداخل نصوصها مع بعضها واستخدام الصيغ التاريخية الواحدة لسنوات عديدة ومن لدن اكثر من ملك او تشابه الصيغ حيث تحمل نفس المضمون (الحادثة) مما يعرقل ارجاعها إلى صاحبها الشرعي كل ذلك صعب علينا اعطاء سنوات حكم دقيقة لبعض الملوك وزحزحت ثقتنا في تسلسل بعضهم ايهما اسبق من الآخر . وهناك اسباب أخرى منها عدم العثور على نصوص تحمل أسماء الملوك وسنوات حكمهم . فضلا عن ذلك فأن فترات الضعف التي حلت بأشنونا ادت إلى انسلاخ المدن التابعة لها {هامش من الطالب : افادني بها منقب الموقع د- نائل حنون حدثني فيها حول ارتفاع مياه حوض حمرين التي احاطت بالموقع أذ بدأوا ينتقلون إلى التل بالقارب وقد غرق الموقع قبل إتمام عملية التنقيب} . ومنهم من اطلق على نفسه لقب (ملك) ويؤرخ بسني حكم خاصة به ، نتج عن ذلك ظهور عدد من الصيغ نسبت سابقا إلى ملوك لم يحكموا اصلا في أشنونا ، وانما حكموا في المدن التي استقلت عنها أبان فترات ضعفها كل ذلك جعل معلوماتنا غير واضحة حول تسلسل الاحداث فضلا عن المعارك بين الممالك الامورية التي ادت إلى تلف العديد من النصوص والوثائق واحراق وتدمير الكثير من المعالم العمارية ذات الاثر الكبير في القاء الضوء على تاريخ أشنونا الذي مر بعهود من الضعف والتبعية إلى الازدهار والتوسع . فان اول من استقل عن سلطة اور في مملكة أشنونا في زمن حاكمها اتوريا قد حمل اسما جزريا لم نعثر له على اية صيغة ، ولا نعرف اسم ابيه ولا المدة التي حكمها . خلفه ولده شو- ايليا (يحمل اسم جزري) ، يعد اول ملك حقيقي لأشنونا ومؤسسها ، ولكن لا نعرف تفاصيل كثيرة عنه ، ثم نور- اخوم بحدود 2010 ق- م (يحمل اسم جزري) ومن بعده كيري كيري الابن الاصغر لشو- ايليا الذي حمل اسما عيلاميا ، وكان حليفا لـ(عيلام) ، ولعله استطاع الوصول إلى العرش بتأييد ومباركة عيلام عدو (نور-آخوم) اخيه ، لقد طرد نور- آخوم من أشنونا على يد زنّوم حاكم شوبارتو وحليفه كينداتو حاكم شيما شكو في عيلام ، وربما قد تم على يد زنوم قتل الملك شو- ايليا مما اضطر ابنه نور- آخوم لطلب الحماية من ملك ايسن ضد عيلام وشوبارتو ، لكنه تخلى عن القاب ابيه وعاد ليلقب نفسه بالحاكم والغى تأليه والده . وكان هناك صراع بينها وبين عيلام وبينها وبين اشور القريبة ، وكانت سيطرة أشنوناعلى ارابخا (كركوك) في السنة التي ارخ بها نور-آخوم احدى سنوات حكمه ، ونجد الملك ابي- سين يسمح لتابعه زنوم حاكم شوبارتو بالتحالف مع عدوه عيلام لغرض الوقوف بوجه أشنونا حليفة ايسن ، وان نور- آخوم لحماية أشنونا من الاعتداءات الخارجية قام ببناء سور لها . على الرغم من ذلك فقد تمكن نور- آخوم وخليفته كيري-كيري وبمساعدة بقية القبائل الامورية القاطنة في منطقة ديالى من الاستيلاءعلى كامل حوض ديالى الاسفل وربماوسعا نفوذهما إلى مناطق ابعد . ولقد حكم كيري- كيري {هامش : يعتقد بعض الباحثين بأن اسمي كيري- كيري وبيلالاما حكام أشنونا هي أسماء ذات جذور عيلامية . الاسم الاول مشتق من اسم الالهه (Ki-ri-ir) ، وهي عشتار عيلام . اما الاسم الثاني مأخوذ من اسم الآلهة (B/Pelala) وهي ايضا عيلامية} 9 سنوات استنادا لما اورده الباحث الصيني فو- يونج وكانت أشنونا في عهده على علاقة طيبة بـ(عيلام) وكذلك في عهد ولده وخليفته بيلالاما الذي حمل اسما عيلاميا ايضا كأبيه فقد دعم هذه العلاقة بمصاهرة سياسية اذ زوج ابنته إلى امير سوسه (تان- روخو- راتير) الاول الذي اصبح فيما بعد ملك سلاله شيماشكو في عيلام بحدود 1970 ق- م . ويبدو أن الاحوال السياسية قد تدهورت في أشنونا أواخر حكم كيري- كيري عندما ثارت عليه بعض القبائل الامورية واستولت على عدد من المدن التي كانت تابعة له ومنها مدينة ايشور وبمجيء ولده بيلالاما الذي وجد قصره فوق قصر نور- آخوم المعاصر لشو-ايليشو (1984- 1975 ق- م)ملك ايسن ، بدأ شأن أشنونا بالرقي في زمن بيلالاما الذي بدأ بأخماد الثورة التي اججتها القبائل الامورية ، ثم عقد معها الصلح على ان تعلن ولاءها لـ(أشنونا) ووسع حدود مملكته لتصل إلى مدينة شادوبوم (حرمل) فقد استولى على مناطق ديالى السفلى والعليا وربما وصل إلى منطقتي كركوك واربيل ثم تحالف مع انو- موتبـّل ملك الدير وكذلك مع ملك سوسه بعد ان زوجه ابنته . بأعتلاء الملك ابق- ادد الاول وخليفته شريّا عرش المملكة برزت بابل كقوة عسكرية مؤثرة بعد هجوم ملكها سومو- ابوم على أشنونا رغم ان ذلك الهجوم ربما يكون قد انتهى بهزيمة ملك بابل وفراره إلى مدينة الدير . ويعد ابق- ادد الاول 1890 ق- م اول ملك اشنوني يحكم لمدة تزيد عن 14 سنة كان يلقب نفسه بـ(Rubum) أي الحــاكم او الامير ، اما زعماء الاموريـين فينادونه بأبي (my father) وهذا يؤكد سيطرة أشنونا في منطقة ديالى .
مختار الساتي; توقيع العضو |
|