مختار الساتي عضو مبدع
العمر : 56 عدد المساهمات : 1921
اعلان ممول
| موضوع: الشيوعيون يرسمون صورة قاتمة: العراق على المحك الأحد فبراير 19, 2012 2:09 pm | |
|
أشار الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي، الأحد، إلى أن العراق يمر اليوم بفترة عصيبة وأزمات مستعصية أساسها المحاصصة الطائفية والإثنية، معتبراً أن هذا الأمر منح الأطراف الخارجية المتنفذة الفرصة لأن تحسم خلافاتها على الأرض العراقية.
وقال الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى في تصريح ورد لـ"شفق نيوز" ان "العلاقات الآن بين القوى السياسية المتنفذة هي على أسوأ ما يكون، كما أن الأوضاع الأمنية في البلاد هي الأخرى ليست بالمستوى المطلوب".
وأضاف إن "الأجهزة المعنية بالأمن تعاني مظاهر خلل جدية، ومن ضمنها الاختراقات، فضلاً عن شيوع أشكال جديدة من الاغتيالات وتصاعد الجريمة المنظمة مع تورط أجهزة أمنية فيها".
وبين موسى أن "الاقتصاد العراقي يعاني هو الآخر من مظاهر خلل واضحة، حيث إن هناك فقط مشاريع على الورق، وبالتالي فإنه يقع في خانة الاقتصاد المشلول، بينما الاستثمار متردد وخائف، والمشاريع التي يجري تنفيذها تعاني هي الأخرى من التلكؤ، والعلاقات الخارجية ليست على ما يرام".
وحول طبيعة تدخلات دول الجوار والموازنة مع الدور العربي في العراق قال موسى إن "المشكلة التي نعانيها في البلاد الآن هي أن الوضع السياسي الداخلي يعاني من ضعف المناعة حيال التدخلات الخارجية، فضلا عن أن الأطراف السياسية تستقوي على بعضها بعضاً بدول الجوار من أجل حسم الخلافات".
واعتبر موسى أن "هذا الأمر منح الأطراف الخارجية المتنفذة الفرصة لأن تحسم خلافاتها على الأرض العراقية في غياب واضح للإرادة الوطنية".
وأشار موسى إلى أن "الكتل السياسية الرئيسية التي فازت في الانتخابات في ظل القانون الذي منحها فرصاً للفوز على حساب الآخرين في تواطؤ مفضوح من قبل السلطة القضائية، عليها أن تعيد النظر في نمط التفكير مع وجود إرادة وطنية حقيقية، لكي نتمكن من وضع العراق على السكة، ومن أجل أن نحفظ مصالح البلاد فإن ذلك يرتب مسؤوليات كبيرة على الجميع حيث إن الجميع يتحمل جانباً من الأزمة ومستوياتها".
وحول الجدل السياسي بشأن المؤتمر الوطني، قال موسى إن "المؤتمر الوطني ضرورة حياتية لإنقاذ العملية السياسية من مسارها المتلكئ".
ولفت موسى إلى أن "القوى الليبرالية والديمقراطية في العراق ومنها الحزب الشيوعي كانت قد أعلنت منذ البداية أنه من الضروري عقد مؤتمر وطني عام يتسع للجميع، حيث إن العملية السياسية ليست ملكاً للمتنفذين فقط، لاسيما أن هناك قوى أساسية كانت قد قاست من الوضع السابق قبل سقوط الديكتاتورية، وسعت بكل قوة إلى تأسيس بديل وطني".
واستأنف موسى قوله إن "العراقيين لم يشهدوا بديلاً ديمقراطياً حقيقياً وواضح المعالم بعد 9 سنوات من سقوط النظام السابق، حيث إن هناك فشلاً في منهج إدارة العملية السياسية، وهناك عناصر خلل واضحة فيها استحقت وتستحق المراجعة فعلاً".
وأوضح أن "الطبقة السياسية العراقية الحالية بحاجة إلى عملية تقييم نقدي قاس لمسار هذه العملية وتشخيص عناصر الخلل بشكل شجاعة وجرأة بما في ذلك رسم برنامج جديد يخرج البلاد من أزماتها".
وقال موسى إن "الأزمة التي تمر بها البلاد ليست جديدة، لكن المتنفذين والمتصدين للقيادة فشلوا في حلها بالطرق القديمة التي يتبعونها، ولذلك بات من الضروري عقد مؤتمر لا بد أن تتوافر مستلزمات نجاحه بالدرجة الأولى، وتتمثل بتوافر القناعة في تجاوز الأزمة من خلال إرادة سياسية قادرة على اجتراح الحلول والوصول إلى نتائج حقيقية، ولا بد في هذه الحالة من تنازلات متبادلة".
وأضاف إن "المشكلة التي نعانيها فعلاً هي أنه ليس الجميع يمتلكون القناعة نفسها بتخطي الأزمة وتجاوز العثرات".
وأبدى موسى شكوكه "في إمكانية التوصل إلى حلول ما دامت الشروط المتقابلة المطروحة بين الفرقاء السياسيين لا تتعدى حتى الآن الصفقات السياسية التي تتمثل في توزيع المناصب وما يتبعها من مغانم، وبالتالي فإن الجو العام هو جو ترضيات".
وانتقد موسى "مساعي الكتل السياسية الكبيرة في عدم إشراك القوى الأخرى ومنها الليبرالية والديمقراطية والعلمانية في المؤتمر"، كاشفاً عن أنهم "وبمشاركة العديد من القوى السياسية التي أقصاها قانون الانتخابات وعدم انتصار القضاء لهم يعملون حالياً على عقد مؤتمرات شعبية في كل أنحاء العراق لوضع القادة السياسيين أمام مسؤولياتهم الحقيقية".
واعتبر موسى أن "الديمقراطية في العراق اليوم على المحك، لذلك فنحن بحاجة إلى عمل دءوب من أجل إنقاذها، ولعل أحد عوامل ذلك هو المؤتمرات الشعبية والمؤتمر الوطني العام حيث إننا نواجه الآن ملامح استبداد جديد مخالفة لكل ما آمنا به وعملنا عليه وضحينا من أجله".
مختار الساتي; توقيع العضو | |
|
|