مشهد دموي جديد يضاف لمسلسل إراقة الدماء تحت راية الرياضة، وهذه المرة كانت الوجهة في الدوري المصري لكرة القدم، وتحديداً في مباراة الأهلي ومضيفه المصري بورسعيد ضمن المرحلة 17 التي تبعها اشتباكات بين مشجعي الفريقين أودت بحياة أكثر من 50 قتيلاً ومئات الجرحى، بحسب الإحصاءات الأولية.
فعلى الرغم من انتهاء المباراة بفوز الفريق المضيف بثلاثة أهداف مقابل هدف على حامل اللقب وصاحب المركز الثاني على لائحة الترتيب الحالي، إلا أن جمهوره الذي نزل بعض منه إلى أرض الملعب بين الشوطين، واصل استفزازاته بإلقاء الألعاب النارية على مدرجات ضيوفهم وميدان اللعب وتوجيه إضاءة الليزر لعيون لاعبي الأهلي خلال الشوط الثاني.
هذا الجمهور اجتاح أرض الملعب بالمئات مع إطلاق الحكم لصافرة النهائية في محاولة منهم للاعتداء على لاعبي الفريق الأحمر، وهم في طريقهم إلى غرف تبديل الملابس، غير أن بعض العقلاء منهم وتدخل رجال الأمن حالا دون التمكن من ذلك، لينصب غضب هؤلاء على جمهور الفريق القاهري بينما كانوا يهمون بمغادرة الملعب، ما أسفر عن انتقال المواجهات إلى الشوارع والساحات المحيطة به.
وذكر مدرب حراس المرمى في النادي الأهلي أحمد ناجي أن "احد المشجعين لفظ أنفاسه الأخيرة في غرفة تبديل الملابس بين أيدي اللاعبين، متأثراً بالإصابة القاتلة التي تعرض لها، وأن الغرفة تحولت إلى ما يشبه المشرحة بسبب كثرة المصابين الذين احتموا فيها خوفاً من بطش المعتدين عليهم".
وأشارت الأنباء إلى أن المعتدين استعملوا السكاكين والعصي والحجارة، وهو ما ظهر على شاشات التلفزيون عقب انتهاء اللقاء، كما أشيع عن تعرض لاعبين اثنين من الأهلي لإصابات طفيفة دون ذكر اسمهما.
وأعلن التلفزيون الرسمي المصري أن اتحاد كرة القدم علّق مباريات الدوري لأجل غير مسمى، في الوقت الذي أعلن مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة حسن حمدي في اجتماعه الطارئ تجميد نشاطه الرياضي وإعلان حالة الحداد على الضحايا الذين سقطوا في الأحداث المؤسفة، مؤكداً أنه سيتقدم ببلاغ إلى النائب العام وللمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد للتحقيق في الأحداث.
على الجانب الأخر، أعلن ناديا الاتحاد السكندري وسموحة تعليق أنشطتهما الرياضية تضامناً مع موقف الأهلي.
وتقدم مجلس إدارة النادي المصري برئاسة كامل ابو علي بالاستقالة وكذلك التوأم حسام وإبراهيم حسن، وأعضاء الجهاز الفني من النادي.
كما امتنع لاعبو الزمالك وجهازه الفني عن متابعة المباراة مع الإسماعيلي (2-2)، بسبب الأحداث التي حصلت في المباراة، ما أدى أيضاً إلى بعض أعمال الشغب وصلت لحد إشعال النيران في مدرجات ملعب القاهرة الدولي.
من ناحية أخرى، أعلن نجوم الأهلي عماد متعب ومحمد بركات ومحمد أبو تريكة اعتزال كرة القدم، في ظل الأجواء المؤسفة التي انتقلت لها عالم الساحرة المستديرة.
مختار الساتي; توقيع العضو |
|