وصفت صحفية أمريكية، الخميس، قرار الحكم بقضية مجزرة حديثة بأنه تناقض صارخ بين دفاع أمريكا عن حقوق الإنسان وطريقتها في الإفلات من العقاب.
وقالت صحيفة لوس انجلس تايمز الامريكية في تقرير لها واطلعت عليه "شفق نيوز" ان "مجزرة حديثة حفرت ذكرى عميقة في نفوس العراقيين عن مدى مآسي الحرب والدمار الذي خلفته".
ونقلت الصحيفة "تساؤل بعض العراقيين عن مدى رخص الدم العراقي، بعد اقرار احد افراد المارينز (مشاة البحرية) بالتقصير بالواجب بقتل 24 عراقياً بينهم اطفال ونساء ورجل على كرسي متحرك".
واشارت الصحيفة الى ان "احد المعلمين في حديثة ما زال يحتفظ بصور عن العائلة التي قتلت، تحمل في طياتها ذكريات مصورة عن حياة أوقفها وابل متواصل من الرصاص".
ونقلت الصحيفة تساؤل المعلم رافد عبد المجيد والذي كان شاهداً في وقتها على المجزرة "هل اتهم عنصر المارينز هذا بالتقصير في الواجب لأنه لم يقتل اكثر من هذا العدد، ام هل الدم العراقي رخيص الى هذا الحد؟".
ورأت الصحيفة ان "حكاية حديثة الوحشية، لعلها انتهت في الولايات المتحدة باعتراف فرانك ووتريتش، الرقيب في قوات المارينز بالاهمال والتقصير في الواجب".
وأوضحت الصحيفة ان "تهماً أخرى اسقطت في السابق ضد 6 آخرين متورطين في حادثة وادي الفرات، فيما تم تبرئة السابع، واسدل الستار على قضية مشحونة سياسيا أشعلت سجالا بشأن الطريقة التي تتصرف بها القوات الامريكية وسط ضباب الحرب ومناخ التوتر في المعركة".
واضافت الصحيفة ان "حديثة تبقى بالنسبة للكثير من العراقيين، ذكرى غائرة عن اكثر المظاهر ألماً في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة العام 2003 لاحتلال بلادهم، فالى جانب سجن ابو غريب، وحادثة ساحة النسور في بغداد، تبرز حديثة كأكبر رمز شائن".
ورجحت الصحيفة ان "يكون تاريخ الانسحاب الأمريكي هو الذي فضح شعوراً دائماً بانتفاء العدالة، وهو الذي سرّع انسحاب القوات الأمريكية بعد ما يزيد عن 8 سنوات من الوجود العسكري".
ولاحظت الصحيفة ان "رد الفعل العام في العراق على قضية ووتريتش كان صامتاً إلى حد ما، الأمر الذي يعكس كما يقول عراقيون شكوكاً متجذرة بعمق ازاء النظام القضائي الأمريكي".
واستدركت الصحيفة ان "الكثيرين يرون تناقضاً شديداً بين الحكم القضائي الخاص بقضية حديثة، وما تدعيه واشنطن علناً من الاهتمام بحقوق الانسان.
وعلقت الصحيفة بالقول ان القضية اذا انتهت لدى الأمريكيين، فانها لم تنته بالنسبة للعراقيين".
وكان ووتريتش أقر الثلاثاء بمسؤوليته عن القتل، وقال معتذراً إلى أسر الضحايا ان الكلمات لا يمكن ان تعبر عن حزني على فقدانكم احبتكم، وانني اعرف أن لا شيء استطيع قوله يخفف من ألمكم.
يذكر ان عناصر من المارينز قد صرحوا بانهم حتى بعد حادثة القتل، فانهم كانوا يحظون باحترام مسؤولي حديثة وشيوخها، لانهم كانوا يخاطرون بحياتهم يومياً لتنظيف المنطقة من المسلحين الذين كانوا يستهدفون المدنيين بانتظام ويعدمونهم.
مختار الساتي; توقيع العضو |
|