شفق نيوز/ اكد زعيم القائمة العراقية، الاحد، على ان تحقيق احد خياراته الثلاثة التي طرحها مؤخراً هو ما يحقق استقرار العراق، من خلال تحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية، واصفاً دور الإدارة الأمريكية في العراق بـ"الفاشل".
وقال زعيم القائمة العراقية اياد علاوي في حديث لـ"الشرق الاوسط"، إن "الأوضاع في العراق متجهة نحو مسارات صعبة للغاية لأسباب عديدة، في مقدمتها طبيعة العملية السياسية التي بنيت على أسس خاطئة من تهميش وإقصاء وطائفية سياسية، مما قاد إلى عدم بناء مؤسسات دولة قادرة على تقديم الخدمات للمواطنين، وفي مقدمتها الأمن وعدم تنفيذ مفردات الشراكة الوطنية التي تم التوافق والاتفاق عليها، وهذا يؤدي إلى توترات صعبة يمر بها البلد اليوم".
واضاف علاوي "لا توجد قوانين في البلد، والقضاء مسيس والقوانين تحت تأثير التسييس، وهناك إجراءات خارج حدود القوانين وبالضد من الدستور وخروقات دستورية، لهذا لا يوجد مفهوم سيادة القانون وليس هناك مفهوم لاحترام وسيادة مبادئ الدستور بالكامل".
واشار علاوي الى "وجود خروقات كثيرة وهي لم تتوقف، كعدم صدور نظام داخلي لمجلس الوزراء، وكذلك التعيينات برتبة أمر لواء فما فوق بالجيش والمستشارين يجب أن تناقش أسماؤهم حسب الدستور من قبل مجلس النواب لإقرار الأسماء ليتم التعيين أو لا، ولم يتم ذلك وهذا خرق دستوري".
واستدرك علاوي "شاركنا في العملية السياسية بسبب غياب الخيارات، ولمحاولة إصلاحها وقد تصدينا لكل الانحرافات فيها بدءاً بمحاربة الطائفية السياسية وتبني مشروع المصالحة الوطنية وضرورة أن تكون العملية السياسية شاملة لا تستثني سوى الإرهابيين والقتلة، وهذا طريقنا لإصلاح العملية السياسية الذي قد ينجم عنه، إذا تم، الإصلاح وبناء دولة مؤسساتية".
واوضح علاوي أن "الشراكة لم تتحقق بسبب فشل عملية الشراكة بل وفشل مؤتمر أربيل، فلهذا أطلق فخامة الرئيس جلال طالباني دعوة لاجتماع وعقد مؤتمر وطني، ولو كان هناك مجلس نواب فاعل وحكومة فاعلة ولو كانت هناك شراكة حقيقية لما كان هناك أي سبب لعقد هذا المؤتمر الوطني".
وقال علاوي "لقد طرحنا ثلاثة خيارات تتعلق بالشراكة الوطنية الكاملة، وأن يتحمل التحالف الوطني مسؤوليته الكاملة لترشيح رئيس لمجلس الوزراء، وتشكيل حكومة للقيام بانتخابات مبكرة، والآن هناك تأييد لخيار الشراكة الوطنية والديمقراطية التوافقية مع أن هناك من يؤيد الخيارات الأخرى".
وبين علاوي "إذا فشل تحقيق عقد المؤتمر أو تم عقده وفشل في النتائج، فإن على التحالف الوطني أن يتحمل مسؤوليته باتخاذ الإجراءات، إما أن يقود التحالف الوطني العراق منفردا وإما أن يبحث عن بديل لتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية وتحقيق التوازن في العملية السياسية".
ولفت علاوي الى ان "من الصعب اليوم أن ينهض شخص وحده بحكم العراق، لا كحزب ولا كطائفة ولا كقومية، وإذا لم يصر توافق والكل يعدون أنفسهم جزءا من قصة أكبر اسمها العراق فلن يعمل أي أحد مع الآخر، لهذا أنا طرحت هذه الخيارات الثلاثة والقرار الآن للمالكي وحزبه وكتلة دولة القانون، فيما إذا كانوا هم جزءا من الكل أو أنهم يريدون الانفراد بحكم العراق وهذا هو الذي سيحدد المسارات".
واضاف علاوي ان "الدور الأمريكي مرتبك وغير واضح، وهم منشغلون بمشاكلهم، أمريكا لا تبحث عن مخرج سياسي، وهمها المشهد الأمريكي نفسه ولا يهمها الاستقرار في العراق أو في المنطقة، عندهم انتخابات ويهمهم التنافس الانتخابي ويستخدمون العراق كورقة من الأوراق في هذه الانتخابات".
واكد علاوي على ان "أمريكا فشلت ليس في العراق وحده بل حتى في أفغانستان وباكستان والصومال والسودان، وكذلك في سير عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل كلها متوقفة وفاشلة، وهذا الفشل أصبح وبشكل واضح يؤدي إلى المزيد من الإرباك في السياسة الأمريكية، وأملي أن يتحدث القادة العرب بشكل صريح وواضح جدا مع الإدارة الأميركية لتعيد النظر في سياساتها وأن تتعامل مع المنطقة كشريكة وليس من باب التدخل بالشأن الداخلي وفرض سياسات على شعوب المنطقة".
مختار الساتي; توقيع العضو |
|