شفق نيوز/ قال مصدر رفيع المستوى في وزارة الداخلية، الأحد، إن تقريراً استخبارياً سرياً تلقته الحكومة يؤكد تورط عدد من الشركات الأمنية الأجنبية في "نشاطات غير شرعية" لمصلحة أمركا وإسرائيل، مما استدعى اتخاذ إجراءات بحقها بينها دهم مقراتها في المنطقة الخضراء.
وقال وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات الفريق حسين كمال في تصريح صحفي اطلعت عليه "شفق نيوز" إن "حملة التفتيش لعدد من مكاتب الشركات الأمنية العاملة في العراق أسفرت عن ضبطت أسلحة ومعدات محظورة".
وكانت السلطات العراقية قد نفذت حملات دهم لمقرات عدد من الشركات الأمنية الأجنبية داخل المنطقة الخضراء وخارجها، واتهم نجل رئيس الوزراء نوري المالكي (أحمد) الموظف في مكتب والده بقيادتها.
وأشار كمال إلى ان "التقرير الاستخباري عن عمل الشركات الأمنية مكون من أكثر من 200 صفحة اعتمدت فيه على معلومات من ثلاثة مصادر، هي مضبوطات غير مرخصة من أسلحة ومعدات ومواد يمكن استخدامها لصنع المتفجرات، وجدت في مقرات هذه الشركات، واعترافات مسلحين ألقي القبض عليهم أثناء وبعد تنفيذ هجمات بالصواريخ على أهداف مدنية وحكومية، واغتيالات ومعلومات توافرت لدى جهاز الاستخبارات".
وأضاف كمال أن "طبيعة المضبوطات التي استولت عليها قوات الأمن داخل مقرات الشركات عبارة عن بنادق قنص تستخدم عادة في التصفيات الجسدية ورمانات يدوية وقاذفات صواريخ وبنادق رشاشة من العيار المتوسط".
وافاد كمال ان "التقرير ركز على نشاط الشركات التي دخلت العراق بعقود عمل مع السفارة والجيش الأميركيين".
واشار كمال إلى ان "اعترافات عناصر مسلحة ادينوا بعمليات إرهابية وألقي القبض عليهم أثناء إطلاقهم صواريخ على أهداف داخل العاصمة أو من الذين تم الوصول إليهم وهم متهمون بعمليات اغتيال بأسلحة كاتمة للصوت، وقبض على عدد منهم في ساحة عباس بن فرناس عند مدخل مطار بغداد الدولي وهم يدربون إرهابيين على استخدام الأسلحة الكاتمة للصوت وإطلاق صواريخ الكاتيوشا وتصنيع العبوات الناسفة".
وتابع كمال ان "الإرهابيين أطلقوا من معتقلات كان يديرها الجيش الأميركي، وبينهم 100 سجين خرجوا من معتقل كروبر قرب مطار بغداد الدولي بين تشرين الأول 2009 وربيع عام 2010، وآخرون أخلي سبيلهم من قواعد منتشرة في شمال ووسط وجنوب البلاد".
وقال كمال إن "عدد الشركات التي وردت أسماؤها في التقرير بلغ اكثر من 10 شركات يديرها عراقيون وأجانب".
يذكر أن مصدراً أمنياً عراقياً أكد في وقت سابق ضبط أسلحة ومواد متفجرة في حقائب موظفين تابعين لسفارة تشيكيا في مطار بغداد الدولي، خلال مغادرتهم البلاد، فيما اتهمت الحكومة عدداً من تلك الشركات بتهريب آثار ومحركات طائرات مقاتلة من بقايا أسلحة النظام السابق.
واستدرك كمال قوله إن "التقرير تطرق إلى معلومات عن وجود عناصر من الموساد الإسرائيلي يعملون مع عدد من هذه الشركات وقد تورطوا في اغتيال ضباط في الجيش والشرطة، وجندوا مجموعة من الضباط سربوا معلومات أدت إلى إجهاض عملية دهم مقرات الشركات الأمنية".
واشار التقرير الى ان "هذه الشركات ادخلت مقذوفات صاروخية إلى العراق وسربتها إلى مجموعات مسلحة استخدمتها في ضرب القوات الأميركية والعراقية معاً قبل الانسحاب، ومنها قذائف هاون عيار 107 ملم تزن الواحدة منها 19.250 كيلوغرام مصنوعة عام 2007، وصواريخ كاتيوشا متطورة جداً عبارة عن حقيبة تحفظ الصاروخ وتتحول إلى قاعدة إطلاق سريعة النصب ولا تلفت أنظار الأجهزة الأمنية".
وتابع كمال إن "التقرير تضمن أيضاً صوراً لخبراء متفجرات في ساحة أحدى الشركات الأمنية داخل المنطقة الخضراء يصنعون العبوات الناسفة الخارقة للدروع".
وأوضح كمال إن "المعلومات الواردة إلى الحكومة تحتوي على أرقام عشرات الشاحنات التي أخلت مواقع الشركات من الأسلحة والمعدات والأجهزة المحظورة قبل عملية الدهم الأخيرة"، مبيناً ان "من ضمن المعلومات الواردة إلى جهاز الاستخبارات أيضاً وجود مخطط لإثارة البلبلة في منطقة الفرات الأوسط من خلال اغتيال عدد من شيوخ القبائل المعروفين".
وأكد كمال ان "جولات التفتيش والتدقيق السابقة لمكاتب هذه الشركات حققت نتائج جيدة وتمت السيطرة على نشاط 95 في المئة منها".
مختار الساتي; توقيع العضو |
|