هز انفجار حي الميدان وسط العاصمة السورية دمشق صباح الجمعة، وذلك قبل وقت قصير من انطلاق مظاهرات تدعو إلى تدويل الأزمة في البلاد.
وأكد مراسل بي بي سي في دمشق وقوع الانفجار.
وذكر التلفزيون السوري أن "انتحاريا" فجر نفسه قرب إشارة ضوئية مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، غالبيتهم من المدنيين.
وقال وزير الداخلية السوري محمد الشعار إن ضحايا الانفجار بلغ 11 قتيلا و63 جريحا وهناك أشلاء لم يعرف عدد أصحابها.
وأشار الوزير خلال تفقده موقع الحادث إلى أن التفجير نفذه انتحاري واستهدف قوات من الأمن وحفظ النظام والمدنيين.
وأظهرت الصور التي بثها التلفزيون السوري دماء مراقة ونوافذ زجاجية مكسرة يبدو أنها لحافلة للشرطة.
واستهدف الانفجار مركزا لقوات حفظ النظام في حي الميدان قرب مخفر الشرطة في المنطقة المجاورة لجامع الحسن المشهور بخروج مظاهرات معارضة منه.
وقد توجه وفد من بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية إلى موقع الانفجار لمعاينته.
ونقلت وكالة اسوشييتد برس عن مسؤول سوري، رفض الكشف عن هويته، أن الانفجار استهدف حافلة شرطة.
ووصفت وسائل إعلام رسمية الانفجار بالعمل "الإرهابي" .
ويأتي انفجار الجمعة بعد أسبوعين من وقوع انفجارين استهدفا مبان تابعة لجهات أمنية مما أوقع 44 قتيلا.
وكانت الحكومة والمعارضة قد تبادلتا الاتهامات بشان المسؤولية عن انفجاري 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وبينما أشارت الحكومة إلى امكانية تورط تنظيم القاعدة، اتهمت المعارضة السلطات السورية بالوقوف وراءه.
مظاهرات الجمعة
وكان نشطاء سوريون معارضون دعوا في وقت سابق إلى خروج مظاهرات حاشدة اليوم الجمعة للمطالبة بتدويل الأزمة الراهنة في بلادهم، والتي تقترب من شهرها العاشر.
من جهة أخرى، قالت منظمة "آفاز" الدولية المناصرة للديمقراطية إنها وثّقت أكثر من ستمئة حالة لسوريين عذبوا حتى الموت على يد قوات الأمن.
ودعت المنظمة بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الموجودة في سوريا حاليا لزيارة المواقع التي تقول إن عمليات التعذيب جرت فيها، وذلك للتحقق من أن الحكومة قد أوقفت مثل هذه الممارسات.
واعلنت وسائل إعلام سورية رسمية إطلاق سراح 552 سجينا اعتقلوا بسبب مشاركتهم في المظاهرات التي تشهدها البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن السجناء المفرج عنهم هم الذين "لم تتلطخ أياديهم بالدماء".
المراقبونوقال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون الخميس إنه يجب على المراقبين العرب اثبات وجودهم أو مغادرة سوريا.
ودعا غليون، في مقابلة مع بي بي سي، الدول الغربية إلى تأسيس منطقة آمنة على الأراضي السورية وفرض منطقة حظر طيران أيضاً.
وأعرب غليون عن أمله في أن تتولى الامم المتحدة مهمة جامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية.
لكنه أشار إلى أن تطورات الأوضاع في سوريا لن تتطلب عملاً بحجم مهمة الناتو التي قام بها في ليبيا.
كما طالب قائد "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الاسعد جامعة الدول العربية بسحب مراقبيها من سوريا واعلان فشل مهمتهم.
وأضاف الاسعد، الذي يتخذ من تركيا مقرا له، "نتمنى من الجامعة ان تتنحى جانبا وتعهد بالمسؤولية إلى الامم المتحدة لانها اقدر على حل الامور"، مشيرا الى ان "عدد الشهداء تضاعف منذ دخول المراقبين".
"مساعدة فنية"وتأتي هذه التصريحات، بعد ساعات من إشارة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إلى احتمال طلب "مساعدة فنية" من الأمم المتحدة بخصوص عمل بعثة المراقبة التابعة لجامعة الدول العربية.
وقال بن جاسم، عقب لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون، "ناقشنا مع الأمين العام تحديدا تلك المشكلة وجئنا الى هنا للحصول على المساعدة الفنية والوقوف على الخبرة التي تتمتع بها الأمم المتحدة، لأنها المرة الأولى التي تشارك فيها جامعة الدول العربية بإرسال مراقبين وثمة بعض الأخطاء"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
ويرأس بن جاسم اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا التي ستجتمع الاحد في القاهرة للاطلاع على تقرير رئيس بعثة المراقبين.
يذكر أن المراقبين العرب وصلوا إلى سوريا في 26 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد ما يقرب من عشرة اشهر على المظاهرات التي تشهدها سوريا للمطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد.
وكان عدد من الناشطين السوريين المعارضين وجهوا انتقادات إلى أداء بعثة المراقبين العرب ووصفوها "بقلة المهنية".
وقالت التنسيقيات المحلية التي تشرف على التعبئة الميدانية أن 390 شخصا قتلوا منذ بدء مهمة المراقبين في 26 ديسمبر/ كانون الاول الماضي.
اجتماعفي غضون ذلك التقى جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدني والأمين العام لجامعة الدول العربية في القاهرة لبحث تطورات الأزمة السورية والموقف بالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط.
ويأتي اللقاء قبل الاجتماع المرتقب الأحد المقبل للمجموعة الوزراية المعنية بالأزمة السورية بمقر الجامعة العربية بالقاهرة لبحث تقارير بعثات المراقبة العربية الموجودة حاليا في سوريا لمراقبة تنفيذ بنود المبادرة العربية لوقف العنف في سوريا.
وحول اجتماع مجلس الأمن الثلاثاء المقبل بشأن سوريا، صرح فيلتمان لبي بي سي بأن المجتمع الدولي بانتظار ما سيسفر عنه اجتماع وزراء الخارجية العرب للتعرف على مدى التزام النظام السوري بتنفيذ المبادرة العربية وعلى ضوء هذه المعلومات ستتحدد مواقف الولايات المتحدة والدول الأخرى بشأن الخطوات المقبلة التي سيتم اتخاذها ضد النظام السوري.