لا يجد البشر صعوبة في إضاعة الوقت، لكن بعض العلماء تمكنوا من اختراع جهاز شديد التقدم لديه القدرة على إخفاء الوقت نفسه.

العلماء الذين نجحوا في صنع جهاز حجب زمني يمكنه إخفاء أحداث بما لا يمكن أحد من رؤيتها، وقد نجحت التجارب حتى الآن من إخفاء 40 تريليون من الثانية من خلال إسراع وإبطاء أجزاء مختلفة من شعاع الضوء ثم جمعها مرة أخرى حتى لا يمكن لأي مشاهد معرفة ما حدث خلال تلك الفترة الخفية.
الجهاز يمكنه العمل لمدة 0.00012 من الثانية فقط، لذا يمكن الاطمئنان أنه لن يمكن استغلال الجهاز في ارتكاب الجرائم لأن ذلك يحتاج إلى سرعة تفوق البشر خاصة مع انعدام الوقت تقريباً، بل يمكن استغلالها في إجراء الاتصالات شديدة السرية.
ويعتقد العلماء أن الجهاز يمكن دمجه مع الأجهزة الحديثة لإخفاء الأجسام المادية زمنياً وواقعياً، وذكر العالمان روبرت بويد وزيمين شي بجامعة روتشستر الأميركية في مقال علمي لهما أنه في الوقت الذي فيه فكرة إخفاء الأشياء المادية غير مستوعبة فقد تمكن الباحثون من اختراع أسلوب لإخفاء الأحداث وقتياً، مشيرين إلى أنه لا يوجد مانع من دمج الفكرتين معاً.
وأضاف مقال العالمين أن الاتجاه في المستقبل ناحية زيادة الوقت الذي يمكن إخفاؤه ليصل من ميكروثانية إلى مللي ثانية وبناء جهاز يمكنه التعامل مع مصادر الضوء القادمة من اتجاهات مختلفة في نفس الوقت.
وطبقاً للنظريات فإن الفجوة الزمنية التي تم إخفاءها لا يمكن رصدها لأنها لن تكون موجودة في منظورنا الزمني.
وقد تمكن الباحثون من تحقيق ذلك من خلال عدسة خاصة تقوم بتحليل الضوء إلى مكونات أبطا وأسرع ما يخلق الفجوة الزمنية، وبعكس الأجهزة السابقة التي عملت على ميل أشعة الضوء حول المادة فإن الجهاز الجديد يعمل على ضغط أشعة الضوء المارة بكابل من الألياف الضوئية مزود بعدسات خاصة تسبب في إسراع وتأخير بعض مكونات الضوء.
وإذا نجح الجهاز في العمل لمدة أطول فإن هذا يعني أنه يمكنك عمل أي شيء عند الدخول بين عدستين من هذا النوع دون أن يتم تسجيله كما لن يعرف أحد بما حدث، لكن الباحثون لا يتوقعون أن تنجح تلك التكنولوجيا في إنتاج فجوة زمنية تزيد عن 0.00012 من الثانية وهو ما لا يمكّن أحد من عمل أي شيء.