رحل عام 2012 وودعه العالم كل بطريقته الخاصة، ولكن الذاكرة في إنجلترا مهد كرة القدم لا زالت تحتفظ ببعض المفاجآت التي أحدثت دوي كبير في المملكة التي لا تغيب عنها الشمس سواءً من إقالات أو انتقالات أو هزائم وخسائر للبطولات.
وكما استعرضنا معكم على مدار الأيام السابقة حصاد إنجلترا في أفضل اللاعبين والمباريات دعونا نستعرض معًا في هذا التقريرر أبرز 10 مفاجآت حدثت في إنجلترا في العام المنصرم.
والأغرب أن قرار الإقالة جاء على الرغم أن تشيلسي كافح للحصول على خدماته من بورتو الذي قاده للفوزه بالثلاثية التاريخية، لكن أبراموفيتش لم يصبر عليه سوى 40 مباراة فقط، وفي النهاية كان مصيره كمصير سابقيه، هذا بالإضافة إلى أن خزائن تشيلسي تكبدت خسائر مالية بالجملة من هذا القرار الذي وُصف 'بالاستبدادي والتعسفي' من جانب أبراموفيتش.
حيث دفع تشيلسي قرابة 13.3 مليون إسترليني لكسر عقد بواس مع بورتو البرتغالي و10 ملايين إسترليني أخرى من أجل توقيع المدرب على العقد الجديد مع رصد 3.5 مليون باوند كراتب سنوي علاوة على قيمة الشرط الجزائي لفسخ التعاقد التي تبلغ 11 مليون إسترليني، أي أن تدريب تشيلسي 8 أشهر كلف النادي 50 مليون باوند.
لكن الكابوس بدأت تظهر ملامحه عندما سقط الفريق سقوطًا مدويًا وغير متوقع أمام ويجان أثليتك بهدف لشون مالوني على ملعب 'دي دبليو' في الأسبوع الـ33، ثم كانت الطامة الكبرى على ملعب أولد ترافورد بين أنصاره ووسط جماهيره بعدما قلب إيفرتون الطاولة عليه وسجل هدفين في الوقت القاتل ليتعادل معه 4/4 ليُحيي آمال مانشستر سيتي ويُشعل الديربي بينهما.
وعلى ملعب 'طيران الاتحاد' لم يترك السيتي الفرصة تمر منه فضرب شباك اليونايتد برأسية صاروخية من القائد فينسنت كومباني ليقلب الموسم رأسًا على عقب ويخطف منه الصدارة بفارق الأهداف قبل مباراتين على الختام الذي كان مجنونًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى حين عاد الأمل لجماهير اليونايتد عندما كانت النتيجة تُشير إلى تقدم كوينز بارك 3/2 على السيتي، لكنهم مرة أخرى استيقظوا على كابوس مزعج عندما سجل إيدين دجيكو وسيرجيو أجويرو هدفين في الوقت بدلاً من الضائع ليمنحا السيتي أول لقب له في البريميرليج منذ 44 عامًا.
لكن نبأ إقالة أسطورة النادي كيني دالجليش من تدريب الفريق في مايو الماضي بعد 18 شهرًا من تدريبه الفريقه شكل مفاجأة كبيرة في أوساط الكرة الإنجليزية وعند جماهير ليفربول التي انتقدت إدارة النادي، لأن دالجليش الذي يتمتع بشعبية كبيرة من جانب جماهير ليفربول نجح نسبيًا مع الفريق عندما قاده للفوز ببطولة كأس الرابطة وهي البطولة الأولى التي تدخل خزائن الريدز منذ عام 2006، فضلاً عن تأهله للمباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الانجليزي وخسارته اللقب لحساب فريق تشيلسي.
إقالة 'الملك' كانت لها توابع كبيرة، حيث انتقد غالبية النقاد الإنجليز هذا القرار خصوصًا أن ليفربول كان يمر بفترة صعبة وبدأ دالجليش يُعيده إلى الطريق الصحيح لكنه لم يحصل على الفرصة كاملة، كما انتقد مواطنه ومدرب الغريم مانشستر يونايتد سير أليكس فيرجسون تسرع إدارة ليفربول في إقالته.
السيتي كانت هو الأقرب لضم اللاعب نظرًا لامكانياته المالية الضخمة، بجانب تفوقه على اليونايتد في أي صفقة يتنافسان عليها منذ سيطرة الشيخ منصور على النادي في عام 2008، منذ أن خطف منه الأرجنتيني كارلوس تيفيز، ثم بضمه الجناح الإنجليزي آدم جونسون وأخيرًا نجم وسط إيفرتون جاك رودويل الذي كان أليكس فيرجسون يرى فيه خليفة المخضرم بول سكولز.
لكن اليونايتد وجه لغريمة صفعة كبيرة عندما نجح في التعاقد مع فان بيرسي على عكس كافة التوقعات مقابل 22 مليون جنيه إسترليني، وبدأ بتسجيله حتى الآن 19 هدفًا بينها 16 في الدوري المحلي يحتل بها صدارة ترتيب هدافي المسابقة، ما جعل مدرب السيتي روبرتو مانشيني يعترف بحسرته على خسارته لصفقة اللاعب.
وحقق الفريق الملقب 'بالسمان الجارح' المفاجآة وحطم على كل التوقعات حينما تقدم للمركز الثالث في البريميرليج على حساب تشيلسي في وقت من أوقات الدوري، بالإضافة إلى نجاحه في تحقيق الفوز في أربعة مباريات متتالية بداية من الجولة العاشرة حتى الجولة الـ14، ليُحقق النادي أفضل بداية له في الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم منذ موسم 1953/1954.
الفريق الملقب بالكناري كان مرشحًا وبقوة للهبوط للبريميرليج بعد أن حصد 3 نقاط فقط من أول سبع مباريات، وتلقى خسائر عريضة بخماسية من ليفربول وبرباعية من تشيلسي، لكن منذ السقوط أمام البلوز في المرحلة السابعة لم يتعرض الفريق لأي هزيمة طوال عشر مباريات متتالية.
فكانت الإنطلاقة عندما حقق الفريق المتواضع مفاجآتين من العيار الثقيل بالانتصار على العملاقين آرسنال ومانشستر يونايتد بنتيجة واحدة هدف دون رد على ملعب 'كارو روود'، ليخرج الفريق من منطقة الهبوط بل وتفوق على أندية كبيرة مثل فولهام ونيوكاسل يونايتد على لائحة الترتيب.
لكن العكس هو ما حدث ما حدث فتألق سوانسي هذا الموسم وأصبح فريقًا شرسًا في البطولة الإنجليزية، في حين أخفق ليفربول نسبيًا، فسوانسي كان هو بعبع أغلب الكبار في البريميرليج، ففاز على آرسنال في الإيماريتس ولم تستطيع أندية تشيلسي ولا مانشستر يونايتد ولا ليفربول الفوز عليه، مان سيتي هو الوحيد من الكبار الذي هزمه وبصعوبة بنتيجة هدف دون رد.
في نفس النقطة أيضًا كان التألق المبهر للنجم الإسباني ميجيل كويستا الشهير 'بميتشو' القادم هذا الصيف من الفريق الإسباني المتواضع رايو فاليكانو أحد أبرز المفاجآت هذا الموسم، حيث سحب البساط من بعض المهاجمين أصحاب الأسماء اللامعة بتسجيله 13 هدفًا محتلاً المركز الثالث على لائحة هدافي البطولة هذا الموسم بفارق 3 أهداف فقط عن فان بيرسي صاحب الصدارة.
إلا أن ذلك لم يشفع للمدرب الإيطالي الشاب، وطاله غدر أبراموفيتش بعد أقل من 24 ساعة على خسارة الفريق أمام يوفنتوس صفر - 3 في الجولة الخامسة قبل الأخيرة من دور المجموعات لبطولة دوري الأبطال، ليصبح ثامن مدرب يقيله الروسي الثري منذ أن اشترى النادي اللندني عام 2003، لكن تظل إقالة دي ماتيو الأكثر غرابة لأنه نجح في قيادة النادي للمجد الأوروبي.
وهاجم الكثيرون قرار أبراموفيتش، حيث وصفه مدافع مانشستر يونايتد ريو فرديناند بالجنون، أما مدرب مانشستر سيتي روبرتو مانشيني فقال 'أنا آسف جدًا لإقالة دي ماتيو، إنه مدرب رائع ولايعقل أن يتم إقالته مع أول إخفاق له، دون الأخد بالإعتبار أنه قاد النادي لإنجاز تاريخي قبل 3 أو 4 أشهر بإحرازه لدوري أبطال أوروبا'.
أما لاعب ومدرب الفريق السابق روود خوليت، فعلق قائلاً 'إذا ربحت شيئًا مع تشيلسي تتم إقالتك'، كما عبر المدير الفني لنيوكاسل يوناستد آلان باردو عن ذهوله لإقالة دي ماتيو قائلاً 'أنا مذهول حقًا. هذا يظهر مدى هشاشة وضع المدرب في إنجلترا'.
حيث يعد بينيتيز عدوًا لدودًا للبلوز منذ تصريحاته النارية ضد النادي وحروبه الكلامية مع المدرب السابق جوزيه مورينيو، حيث سبق وصرح بينيتيز في عام 2007 بأنه لا يمكن أن يخون ليفربول ويتولى تدريب فريق مثل تشيلسي على حد قوله.
لذلك كان استقبال أنصار البلوز لبينيتيز عدائيًا جدًا في أول مباراة يقودها أمام مانشستر سيتي، فبحلول الدقيقة 16 بدأت جماهير تشيلسي تهتف ضده وترفع لافتات لمدربها السابق روبرتو دي ماتيو، حيث اختارت هذه الدقيقة بالتجديد لأنه يُعادل رقم رقم القميص الذي كان يرتديه دي ماتيو عندما كان لاعبًا بصفوف تشيلسي.الآن حان الوقت لتخبرنا بنظرتك أنت .. ما هو الخبر الإنجليزي الذي فاجأك أكثر في عام 2012 ؟ ...