اعرف هذا الشعور جيدا عندما تجد نفسك اسيرا في حاجز الصمت
كأنك في عالم آخر ليس به إلا انت ...تستفزك الكلمات ولكنها لا
تجرؤ على الخروج او التحرر من داخلك...
تفضل الصمت لأنك تعلم جيداً انه كالدواء وان كان مرا
ولكنه ليس امر من البوح بما في داخلك في هذه اللحظة
في هذه الآونة
سوف تنفجر دموعاً ان تكلمت...سوف تتفتت مشاعرك مع ارتجاجات
ضلوعك المقهورة...لن تتكلم لأنك تعلم ان كل هذا سوف يحدث
وان دموعك عزيزة جدا عليك ولا تحب الظهور إلا امام من يستحق
وانه في بعض الأحيان هناك من سيستغلها
لينقض أخيراً بأحكامه على شخصيتك التي يعلم مدى قوتها ...ليعلم
انه قد آنت اللحظة التي قد تم فيها كسر فولاذيتك...
تصمت وتصمت وتبتعد عن الكائنات إلى ان تصل الى شيئان
لا ثالث لهما...اما نفسك الوحيدة في اي مكان نجحت بجعله خاصاً لك
لتذرف احر الدموع والآهات ...واما بين ذراعي صديق مخلص
وجدك جاهماً وعرفك من اول نظرة ...جعلك تدرك انه لا مفر
امام هذه الرابطة ولا شيء إلا البوح امامه الآن ما سيخلصك من
انقباضات قلبك المكلوم...
عندها فقط تشعر بأنك تحررت ..تكلمت .. نطقت ولكن بدون كلمات
عبرت ولكن بدون تصورات الا لتلك القطرات التي سكنت تحت عينيك... وارسلت
كل هذا إلى خارج صدرك
تستعيد بعدها راحة او افكاراً غريبة ولكنها منطقية تهدؤك فجأة ...من داخل نفسك
او من تربيتة صديقك على كتفك او مجرد نظره إليك...
تنتهـي فتـرة وان مرت خمس دقائق في حياتك شعرت بأنها اعوام مابين دقائق
صمتك ودقيقة بوحك ...تشعر بلذة البكاء ولذه الوحدة او وجود الصديق ...وتعود
لتتذكر دموعك العزيزة وتكتفي بهذا القدر من التعبير ...لترجع هادئ النفس مرة اخرى
لأن ما كان يقتلك كان بداخلك رغم ان سببه خارجي ...ولأن في بعض الاحيان
القليل من البكـاء قد يفيـــد