رصدت عدسات المصورين ووكالات الأنباء العالمية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في مدرجات ملعب كامب نو على هامش حضوره كلاسيكو الكرة الإسبانية بين العملاقين برشلونة وريال مدريد.
وظهر شاليط مرتدياً وشاح فريقه برشلونة الذي يتابعه منذ الصغر وهو ما أبرزته صور وكالات الأنباء حيث بدا على الجندي الإسرائيلي وهو في حالة تركيز شديدة ومتفاعلاً مع أحداث المباراة المثيرة.
وانتهت المواجهة الكبيرة بتعادل إيجابي مثير بهدفين لكليهما في مباراة تألق فيها نجمي الفريقين الأرجنتيني ليونيل ميسي من جانب برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو من طرف ريال مدريد.
وحافظ برشلونة على صدارته للبطولة الإسبانية بـ19 نقطة بمشاركة مع أتليتكو مدريد القطب الثاني في العاصمة الإسبانية الذي نجح في انتزاع النقاط الثلاث من ملقة بفضل هدافه الكولومبي رادميل فالكاو.
وكان شاليط قد وصل إلى إقليم كاتالونيا في ساعة متأخرة من مساء السبت من أجل حضور الكلاسيكو الإسباني الذي يستحوذ على اهتمام بالغ من مشجعي الكرة حول العالم.
وكانت الناشطة الإسبانية بيلار راهولا من جماعة "أصدقاء إسرائيل" في إسبانيا التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق خوسيه ماريا آثنار على رأس مستقبليه فور وصوله بحسب صحيفة "اخبار كاتالونيا".
وأوضحت الصحيفة أن بيلار راهولا هي من ساهمت في قدوم شاليط إلى ملعب كامب نو معقل البلوغرانا بل وهاجمت احتجاجات جماهير برشلونة المساندة للقضية الفلسطينية التي وجهت رسالة لرئيس النادي ساندرو روسيل تحثه فيها على عدم قبول طلب الجندي الإسرائيلي.
وكان الجندي الذي أسرته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في يونيو من عام 2006 وأطلق سراح في أكتوبر من العام الماضي في صفقة تبادل أسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية من جهاز المخابرات المصري وأسفرت عن إطلاق سراح 1050 فلسطينياً من سجون الاحتلال الإسرائيلي قد تقدم بطلب لنادي برشلونة من أجل حضور الكلاسيكو كونه أحد مشجعي النادي الكاتالوني منذ صغره وهو ما قابله الأخير بالموافقة على ذلك.
وعرض نادي برشلونة مقعداً على الجندي الإسرائيلي في المقصورة الأمامية بحسب بيان صدر على موقعه الرسمي على شبكة الانترنت لكن الجندي شاليط رفض ذلك وطلب الجلوس في مقعد قريب من الملعب ليتمتع بنجوم برشلونة الكبار مثل ميسي وتشافي وإنييستا لأنه حرم من مشاهدة "عصر غوارديولا الذهبي" كونه كان أسيراً لدى حركات المقاومة الفلسطينية في غزة في تلك الفترة الزمنية.
يذكر أن حالة من السخط والغضب العارمين قد سادت العالمين العربي والإسلامي بسبب حضور شاليط لقمة الكرة الإسبانية خاصة أن الأخير كان جندياً لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي وتم أسره وهو على ظهر دبابة كانت تهاجم الأطفال والنساء وتروع الأبرياء في قطاع غزة.
وبالتزامن مع الكلاسيكو، تظاهرت العديد من عائلات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي أمام القنصلية الإسبانية في مدينة القدس المحتلة احتجاجاً على حضور جلعاد شاليط للقاء الكلاسيكو.
ووضع أهالي الأسرى صورة الجندي شاليط على شعار النادي الإسباني لكرة القدم برشلونة، رافعين صور أبنائهم المعتقلين خلال المظاهرة.
مظاهرات فلسطينية تنديداً بحضور شاليط للكلاسيكو
على الجانب المقابل، رفض اللاعب الفلسطيني المحرر محمود السرسك حضور الكلاسيكو بسبب تواجد شاليط في مدرجات ملعب المباراة رغم موافقة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عليها معتبراً في الوقت ذاته أن دعوته مع الجندي الإسرائيلي مساواة بين الضحية والجلاد وهو مايرفضه تماماً.
وفضل السرسك السفر إلى تونس تلبية لدعوة من نادي الافريقي التونسي لتكريمه مع مشاهدة الكلاسيكو في مقهى شعبي بدلاً من الذهاب إلى كاتالونيا وحضور المواجهة الكبيرة من ملعب كامب نو والجلوس بجوار شاليط.
ووافق برشلونة على طلب السفارة الفلسطينية في مدريد للحصول على ثلاث بطاقات دعوة لكل من موسى عمرو عودة، سفير السلطة الفلسطينية، وجبريل الرجوب، رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، ومحمود السرسك، لاعب كرة القدم الفلسطيني".
وأفرج عن السرسك من السجون الإسرائيلية بعد خوضه إضراباً عن الطعام لمدة تجاوزت التسعين يوماً من أجل إطلاق سراحه وإخلاء سبيله بعد إعتقاله وهو في طريقه للإحتراف في مركز بلاطة أحد أندية الضفة الغربية.
وكانت قضية السرسك قد أحدثت ضجة عالمية مما استدعى تدخل شخصي من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر ومطالبته للاتحاد الكروي في إسرائيل بالضغط على سلطات بلاده والإفراج عن اللاعب الفلسطيني محمود السرسك بعد نحو ثلاث سنوات من الاعتقال.
تجدر الإشارة إلى أن ناديا برشلونة وريال مدريد الإسبانيان بشعبيّة جارفة في الوطن العربي ويرتدي أنصارهما قمصان الفريقين بشكل لافت، حيث تشهد تجارة بيع وشراء هذه القمصان رواجاً كبيراً في أوساط الشباب العربي.
وتحولت "قضية شاليط " الأخيرة إلى ساحة حرب كلامية بين أنصار الفريقين في الوطن العربي وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فايسبوك" و"تويتر" حملات شبابية لمقاطعة النادي الكاتالوني فيما رد أنصار البارسا العرب على ذلك بوضع صور الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز لدى زيارته لريال مدريد والتقاطه صوراً تذكارية مع رئيس النادي فلورنتينو بيريز وقائد الفريق إيكر كاسياس والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ايلاف