سقط 24 قتيلا في اشتباكات وقصف في سوريا اليوم الثلاثاء، وذلك غداة دعوة الامين العام للامم المتحدة كل الاطراف الى التعاون مع المراقبين الدوليين الموجودين على الارض من اجل وقف العنف.
فقد قتل عشرة اشخاص بينهم تسعة من عائلة واحدة في سقوط قذائف هاون مصدرها قوات النظام على منزلهم فجر اليوم في قرية مشمشان المجاورة لمدينة جسر الشغور في محافظة ادلب (شمال غرب)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وبين الضحايا اربع نساء وطفلان. فيما اشار المرصد الى سقوط عدد كبير من الجرحى "بعضهم في حالة خطرة".
كما قتل اثنا عشر عنصرا من القوات النظامية السورية في اشتباكات عنيفة مع منشقين في منطقة البصيرة في محافظة دير الزور (شرق).
واشار المرصد الى ان "القوات النظامية استخدمت القذائف والرشاشات الثقيلة، ما ادى ايضا الى استشهاد مواطن واصابة اخرين بجروح".
وفي ريف دمشق، قتل فجرا رجل يبلغ من العمر ثمانين عاما في مدينة قطنا اثر اطلاق الرصاص عليه من حافلة صغيرة، بحسب المرصد.
وتستمر اعمال العنف في سوريا رغم وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من نيسان/ابريل ورغم وجود فريق من ثلاثين مراقبا بتفويض من مجلس الامن الدولي للتحقق من وقف النار.
وسقط 27 قتيلا الاثنين بينهم عشرون في انفجارين استهدفا مقرين امنيين في مدينة ادلب. وتتبادل المعارضة والسلطات الاتهامات بخرق وقف اطلاق النار.
وتبنت "جبهة النصرة" التي سبق لها ان اعلنت مسؤوليتها عن عمليات تفجير عدة في سوريا خلال الاشهر الماضية، الثلاثاء انفجارا وقع في دمشق الاسبوع الماضي وتسبب باصابة ثلاثة اشخاص بجروح.
وقال البيان "قامت احدى السرايا الامنية لجبهة النصرة في 24 نيسان/ابريل برصد سيارة تابعة لجيش النظام النصيري الاسدي والصاق عبوة متفجرة بها ثم تعقبها حتى وصولها الى مبنى ما يعرف بالمستشارية الثقافية الايرانية (...) في ساحة المرجة في وسط دمشق".
واضاف انه تم تفجير السيارة "هناك في عملية اصابت هدفين في آن".
واشارت صحيفة "الوطن" السورية الصادرة الثلاثاء الى "تصعيد ارهابي" منذ وصول المراقبين. وكتبت ان "الاعتداءات" التي شهدتها الساحة السورية مؤخرا تزامنت مع وصول بعثة المراقبين التي "تبدو عاجزة عن القيام بأي خطوة لوقف الاختراقات والعمليات الارهابية التي شهدت تصعيدا ملحوظا منذ ان نزلت قدما اول مراقب على ارض سوريا".
ورأت ان اعداء سوريا "من حكام ومرتزقة ومعارضة مأجورة" لم يروا سبيلا لاحباط خطة أنان "سوى نشر الارهاب والارهابيين على نطاق واسع في سوريا".
ولا يقر النظام السوري بوجود حركة احتجاجية ويتهم "مجموعات ارهابية مسلحة" بزعزعة استقرار سوريا وتخريب البلاد.
ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين التفجيرات الاخيرة.
ودعا بيان صادر عنه "جميع الاطراف الى الوقف الفوري للعنف المسلح بكافة اشكاله والتعاون الكامل مع بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في الوقت الذي توسع انتشارها على الارض".
ويبلغ عدد المراقبين الموجودين حاليا في سوريا ثلاثين يشكلون طلائع بعثة اقر مجلس الامن الدولي ارسالها للتثبت من وقف اطلاق النار ويفترض ان يصل عددها الى ثلاثمئة. وحددت مهمة هؤلاء المراقبين غير المسلحين بثلاثة اشهر.
وكان رئيس بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود دعا لدى وصوله الاحد الى دمشق كل الاطراف الى "مساعدتنا على وقف العنف المسلح من كل الجهات (...) من اجل انجاح خطة كوفي انان".
وتنص خطة موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة الخاص كوفي انان لحل الازمة السورية على وقف اعمال العنف وسحب الاليات العسكرية من الشوارع والسماح بدخول الاعلام والمساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين على خلفية الاحداث وبدء حوار حول عملية سياسية.
وتاتي هذه التطورات قبل ستة ايام من الانتخابات التشريعية المقررة في سوريا في السابع من ايار/مايو وهي الاولى بعد اقرار الدستور السوري الجديد الذي الغى الدور القيادي لحزب البعث وسمح بتعددية حزبية، علما ان اي احزاب تنتمي الى المعارضة الجدية لن تشارك في الانتخابات.
وتسببت الاضطرابات القائمة في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من احد عشر الف شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد.
مختار الساتي; توقيع العضو |
|