اعربت وزارة الخارجية التركية عن "اسفها العميق" الثلاثاء للتصريح الذي ادلى به الرئيس الاميركي باراك اوباما ودعا فيه الى "اعتراف تام" بمجازر الارمن عام 1915 معتبرة انه يشكل تحويرا لوقائع تاريخية.
وقالت الوزارة ان التصريح الذي يشوه الوقائع التاريخية من شأنه تعقيد الامور على جميع المستويات وان تركيا تعرب عن "اسفها العميق" حياله.
وقال اوباما الثلاثاء خلال احيائه ذكرى المجازر التي تعرض لها الارمن في بداية القرن العشرين ان هذه المجازر التي ارتكبت في عهد السلطنة العثمانية هي "من اكبر الفظائع التي عرفها القرن العشرون". ولم يستعمل اوباما كلمة ابادة ولكنه دعا تركيا الى الاقرار بدورها.
وقال اوباما في بيان اصدره البيت الابيض في الذكرى ال97 للمجازر "لقد قلت رايي في مناسبات عدة حول ما حصل في 1915. رايي لم يتغير حول هذا الحدث التاريخي".
واضاف ان "من مصلحة الجميع الاعتراف التام والصريح والعادل بهذه الوقائع. لا يمكننا التقدم من دون ان ناخذ بالاعتبار الوقائع التي حصلت في الماضي".
واعتبرت وزارة الخارجية التركية ان مثل هذه التصريحات التي لا تعكس "سوى وجهة نظر طرف واحد" تضر بالجهود التي تبذل لتطبيع العلاقات بين تركيا وارمينيا.
واضافت "ننتظر من حليف مهم مثل الولايات المتحدة ان لا تؤزم المشكلة بتبنيها سياسة تضر بالعلاقات التركية الارمنية ولكن ان تسهم في الحل بطريقة بناءة".
ودعا اوباما الى "احياء ذكرى مليون ونصف ارمني تعرضوا لمجازر وحشية او ساروا الى حتفهم (..) من واجبنا، سواء بالقول او بالفعل، ان نوقد شعلة اولئك الذين قضوا وان نعمل على عدم تكرار مثل هذه الاحداث القاتمة في تاريخنا بتاتا".
ويتم احياء ذكرى مجازر الارمن كل سنة في 24 نيسان/ابريل تاريخ اعتقال اكثر من 200 مثقف وقيادي من الارمن في القسطنيطينية ما شكل بداية موجة المجازر والترحيل التي استمرت حتى العام 1917.
ويقول الارمن ان الابادة اوقعت اكثر من 1,5 مليون قتيل خلال الحرب العالمية الاولى مع انهيار السلطنة العثمانية، في حين لا تعترف تركيا سوى بمقتل ما بين 300 الف و500 الف شخص، وترفض استخدام مصطلح ابادة.
انقرة تحتج على تصريحات رئيس الوزراء العراقي
استدعت الحكومة التركية القائم بالاعمال العراقي في انقره للاحتجاج على تصريحات ادلى بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انتقد فيها تركيا، حسب ما اعلن دبلوماسي تركي الثلاثاء لوكالة فرانس برس.
وقال هذا الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان مسؤولين في وزارة الخارجية ابلغوا القائم بالاعمال ان التصريحات الاخيرة للمالكي التي اتهم فيها تركيا بانها اصبحت "دولة معادية" في المنطقة وانها تتدخل في الشؤون الداخلية للعراق هي "غير مقبولة".
ويزداد التوتر بين تركيا والعراق.
وكانت السلطات العراقية استدعت الاحد سفير تركيا لدى العراق يونس ديميرير احتجاجا على اقوال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حول الوضع الداخلي في العراق.
وكان اردوغان اتهم في ختام استقباله رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في انقرة الخميس المالكي بالاستئثار بالسلطة والاستبداد السياسي والتمييز بحق السنة في حكومته، بحسب الصحف التركية.
مختار الساتي; توقيع العضو |
|