كشف واحد من مراقبي الجهاز السري الأميركي الذين تم طردهم من الوكالة قبل بضعة أيام على خلفية تورطهم في فضيحة الدعارة بكولومبيا عن تفاصيل متعلقة بطبيعة عمله الوقائي الرسمي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وتحدث بدعابة أيضاً عن صورة له وهو يقف وراء السياسية سارة بالين.
وقام هذا المراقب، دافيد راندال شاني، 48 عاماً، بنشر عدة صور له وهو يؤدي مهام عمله مرتدياً بدلة سوداء ونظارة شمس، بما في ذلك صورة يظهر فيها وهو يقف وراء المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس عام 2008، سارة بالين.
وكتب شاني، وهو شخص متزوج ولديه ابن بالغ، في قسم التعليقات بعد أن أبدا بعض من أصدقائه تعجبهم بشأن الصورة :" كنت أتفحصها في حقيقة الأمر، إن كنتوا تدرون ما أعني ؟".
ومن جهتها، نقلت اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن أناس مطلعين على مجرى التحقيقات الداخلية التي تجريها الوكالة بشأن المزاعم التي تتحدث عن تورط 11 من أفراد الجهاز في أعمال لا أخلاقية بكولومبيا قبيل زيارة أوباما لحضور قمة الأميركتين أن شاني، الذي كان يعمل مشرفاً بقسم البرامج الدولية في الجهاز السري، قد استقال من منصبه تحت ضغط أول أمس.
وتابعت الصحيفة بلفتها إلى أن شاني واحد من اثنين من أبرز المشرفين الذين تم اتهامهما في تلك الفضيحة، التي يعتقد المحققون أنها اشتملت على إسراف في تناول الخمر وزيارات لإحدى أندية التعري وأموال تم دفعها لسيدات تعمل في مجال الدعارة.
فيما كشف العديد من الأشخاص المطلعين على المسألة النقاب عن هوية المشرف الآخر وقالوا إنه يدعى غريغ ستوكس، وكان يعمل كعميل خاص مساعد مسؤول عن ذلك القسم الذي يعرف اختصاراً بـ K-9. وقد أُخطِر ستوكس من قِبل مسؤولي الوكالة بأنه سيفصل من منصبه، رغم أنه سيحصل على فرصة للطعن على التهم الموجهة إليه، على حسب ما أشار هؤلاء الأشخاص المطلعين على تفاصيل القضية.
وجاء الكشف عن تورط اثنين من كبار المدراء بتلك الفضيحة ليثير تساؤلات بخصوص المساءلة والسلوك الشخصي في وكالة يصر كبار مسؤوليها أن حادثة قرطاجنة معزولة وشاذة، وأنها ليست إشارة على وجود مشكلة ثقافية عميقة داخل المؤسسة.
وقال أناس مقربون من شاني وستوكس إنهما يعملان بالجهاز السري منذ ما يقرب من عقدين، وأن كلاهما قضا وقتاً طويلاً في العمليات المتعلقة بحماية الرئيس. وتم إرسالهما في تلك الرحلة الأخيرة إلى كولومبيا للإشراف على العشرات من العملاء الصغار قليلي الخبرة، الذين كانوا جزءً من الطاقم الذي ذهب أولاً للتحضير لوصول أوباما.
من جانبه، رفض لورانس برغر، المستشار العام لرابطة ضباط جهات إنفاذ القانون الاتحاد والمحامي عن كل من شاني وستوكس، التعليق على التفاصيل المتعلقة بالمزاعم التي تتحدث عن تورط موكليه في تلك الواقعة. واكتفى بقوله إن تحقيق الوكالة لم يكتمل لكلا الرجلين، وأكد أن أي حكم بشأن دوريهما فيما حدث "سابق لأوانه".
وقال أعضاء بالكونغرس ممن اطلعوا على تفاصيل الموضوع إن 21 شخصاً يشتبه في استقدامهم ما يصل إلى 21 عاهرة إلى غرفهم الخاصة. وهناك اتهامات موجهة كذلك لعشرة موظفين عسكريين بخصوص اشتراكهم مع أفراد الجهاز السري الأحد عشر.
ومن الجدير ذكره أن مسؤولي الجهاز السري قاموا، فور علمهم بالواقعة، باستبدال الأحد عشر موظفاً بطاقم آخر قبل وصول أوباما كولومبيا في الثالث عشر من نيسان/ أبريل الجاري. وتم منح جميع من تم استدعائهم أجازة إدارية، وتم إبطال تصاريح الأمنية السرية.
وأعلن الجهاز أول أمس عن قيامه بتسريح ثلاثة من هؤلاء الأشخاص على خلفية تورطهم في الواقعة. فيما رفض لورانس برغر كذلك الرد على تساؤلات تستفسر عن الوضعية الوظيفية الراهنة لموكليه شاني وستوكس. ولم تفلح الصحيفة أيضاً في الوصول إلى أي منهما كي تحصل منهما على تعقيب.
مختار الساتي; توقيع العضو |
|