سعى الغربيون ودول عربية في باريس الى ممارسة اقصى درجة من الضغط على سوريا اذ طالبوا بنشر قوة "متينة" من المراقبين بسرعة وهددوا بفرض عقوبات جديدة في حال فشلت خطة كوفي أنان واشاروا الى مشاركة حلف شمال الاطلسي.
وحملت فرنسا التي استضافت وزراء خارجية حوالى 15 بلدا غربيا وعربيا نظام بشار الاسد مسؤولية عدم احترام وقف اطلاق النار الوارد في خطة المبعوث الدولي كوفي أنان بينما قامت المعارضة السورية "بالوفاء بالتزاماتها" كما قال وزير الخارجية آلان جوبيه.
وتتمحور خطة أنان التي اقرها مجلس الامن الدولي حول ارسال بعثة مراقبين الى سوريا، نشر ثلاثون منهم حتى الآن. لكن من الضروري تبني قرار جديد لارسال كل البعثة التي قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انها ستتألف من 300 رجل.
وقال جوبيه للصحافيين انه "سيكون على مجلس الامن تبني قرار جديد لانشاء بعثة المراقبة. وهذه يجب ان تزود بالتفويض والوسائل اللازمة لتحقيق اهدافها". واضاف ان "فرنسا وشركاءها في مجلس الامن، سيقدمون بسرعة مشروع قرار"، مؤكدا ان بعثة المراقبين يجب ان تمتلك "وسائل برية وجوية" لانجاز المهمة الموكلة اليها.
لكن الغربيين يرون انه يجب ممارسة مزيد من الضغوط على دمشق. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان مجلس الامن يجب ان يفكر في نص يقضي بفرض عقوبات مثل منع سفر بعض مسؤولي النظام واجراءات مالية وخصوصا فرض حظر على نقل الاسلحة الى سوريا.
واوضحت كلينتون "علينا ان نتوجه بحزم الى مجلس الامن بهدف تبني قرار تحت الفصل السابع" الذي يسمح بفرض اجراءات على بلد بما في ذلك بالقوة "في حال تهديد السلام او خرقه او القيام بعمل عدواني".
لكن الوزيرة الاميركية اعترفت بانها لم تلاحظ في محادثاتها في بروكسل مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، اي تقدم في الموقف الروسي. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان روسيا والصين دعيتا الى اجتماع باريس لكنهما رفضتا الحضور.
وحتى الآن، يواصل الغربيون رفضهم اللجوء الى القوة خارج اطار الامم المتحدة كما طلب الخميس الجيش السوري الحر الذي يتولى تنسيق العمليات المسحلة للمتمردين. وقال جوبيه انه في حال فشلت خطة أنان في سوريا فان "خيارات اخرى" ستطرح، بدون ان يضيف اي تفاصيل.
واكد الوزير الفرنسي ان "خطة أنان هي تأكيد السلام والحرية وفشلها هو الطريق الى الحرب الاهلية". وقبل ساعات من بدء الاجتماع قال جوبيه "يؤسفني ان روسيا تواصل الانغلاق على رؤية تزيد من عزلتها ليس عن العالم العربي وحده بل وعن الاسرة الدولية ايضا".
الا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح من بروكسل ان موسكو "تقوم بدورها بكل صدق" لانهاء العنف، داعيا المجتمع الدولي الى الكف عن اطلاق التكهنات بفشل خطة أنان.
وقد رأت وزارة الخارجية الروسية بان اجتماع باريس "منحاز" لانه لا يضم ممثلين عن النظام السوري. وفي آخر عناصر الضغط التي تحدث عنها الغرب الخميس، اشراك الحلف الاطلسي عبر تركيا القلقة من تدفق اللاجئين على اراضيها وعمليات القصف على حدودها.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس ان "تركيا تفكر في اللجوء رسميا الى المادة الرابعة من معاهدة الحلف الاطلسي التي تسمح ببدء مشاورات داخل الحلف اذا تعرضت للتهديد وحدة وسلامة اراضي احدى دوله واستقلالها السياسي او امنها".
مختار الساتي; توقيع العضو |
|