أحدهما عامل في صناعة السيارات ويتطلع الى انهيار النظام الراسمالي، والآخر تخرج من مدارس النخبة ويريد استعمار كوكب المريخ: انهما المرشحان الاكثر غرابة في حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
فالعامل فيليب بوتو البالغ 45 عاما لا يبدو ببسمته الخجولة وصراحته في الكلام العفوي كأي خبير محنك في السياسة. لكن بعد ان عاملته وسائل الاعلام بازدراء في مطلع الحملة في ما اعتبره "احتقارا اجتماعيا" بدأ مؤخرا يحرز نجاحا بارزا في اطلالاته التلفزيونية.
فقد اخذ اجازة من عمله في مصنع شركة فورد للسيارات في بلانكفور (جنوب غرب) لتسويق برنامج الحزب الجديد المناهض للرأسمالية وهو احد التشكيلات الكثيرة في التيار التروتسكي الذي يدعو الى استملاك المصارف والغاء الديون ومنع صرف الموظفين.
كما يدعو الى "الديموقراطية المباشرة" بالمقارنة مع النظام الرئاسي لانه "أصلا، ليس من ديموقراطية. الهدف اسقاط مجمل المؤسسات". لكن بوتو يقر بلا مواربة بان الحملة الانتخابية لا تسعده على الاطلاق، ويقول "عندما استيقظ في الصباح، اقول لنفسي، اللعنة، انا مرشح".
واقر النقابي "ساكون سعيدا جدا بملاقاة زملائي" بعد الانتخابات، مؤكدا انه ناضل "طوال اربع سنوات" لحماية الوظائف في الشركة التي يعمل فيها. كما اكد انه نجح في عزل رب عمله. وقال ان "العزل لحظة رائعة، (...) لا عنف فيها، بل هي مجرد فكرة عدم الموافقة والتعبير جماعيا عن الاستياء".
ولقد خلف موظف هيئة البريد اوليفييه بوزانسنو الذي ترشح في 2002 و2007 (احرز 4% في كل منهما) وساهم سلوكه الذي يشبه مراهقا ساخرا، في شعبيته. لكن الاستطلاعات تمنح بوتو هذه المرة اقل من 1%، حيث بات ضحية جاذبية مرشح اقصى اليسار جان لوك ميلانشون للناخبين الطامحين الى مجتمع مختلف.
من جهة اخرى، يعرف جاك شوميناد عن نفسه بانه من اتباع ديغول اليساريين وسبق ان خاض الانتخابات الرئاسية عام 1995 ولم يحرز اكثر من 0.28% من الاصوات. اما في المرات الاخرى، فقد عجز عن جمع العدد الكافي من تواقيع النواب اللازمة للترشح.
وشوميناد حامل شهادة المدرسة الوطنية للادارة التي تخرج كبار الموظفين الرسميين ومدراء الشركات العامة الكبرى، ويفاخر بانه توقع منذ 1995 الازمة الاقتصادية والمالية التي يشهدها العالم اليوم.
ويريد المرشح الشديد التأنق حل الازمة بتخليص الارض من "القبضة المالية ومنطقها المفترس" ويوصي بالتطوير الصناعي للقمر واستيطان المريخ. وقال بجدية مطلقة "ينبغي التحلي برؤية على المدى الطويل" لانعاش النمو.
غير انه يفقد اعصابه عندما يسأله الصحافيون حول علاقته بالملياردير الاميركي ليندون لاروش اليميني المتطرف والذي نشر صورا لاوباما له شارب على غرار هتلر. وقال مؤخرا باستياء ان "الصحافيين مشاكسون...يحاولون تصويري كعالم مجنون مرتبط بمصالح شريرة".
لكنه يبرر مقارنة النظام الاميركي مع السنوات الاولى للحكم النازي بسبب الوسائل التي اعتمدتها واشنطن لمطاردة الارهابيين بحسبه ويعزو ثروة ملكة انكلترا والصحة المالية للحي المالي في لندن الى تجارة المخدرات.
ومن بين المرشحين الى الرئاسة ينال متنافسان اخران اقل من 1% من نوايا التصويت وهما ناتالي ارتو استاذة الاقتصاد التي تمثل حركة تروتسكية اخرى ونيكولا دوبون-اينيان وهو سيادي معاد "لحكم يمثل الاقلية ويتخذ قرارات معاكسة لارادة الشعب".
مختار الساتي; توقيع العضو |
|