يرى الخبراء ان كوريا الشمالية قد تسارع الى اجراء تجربة نووية جديدة لانقاذ ماء الوجه في اعقاب انفجار صاروخها بعيد اطلاقه الجمعة.
وكان ارسال الصاروخ اونها-3 الى الفضاء سيشكل ذروة الاحتفالات بالذكرى المئوية لولادة مؤسس جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية كيم ايل سونغ الذي ولد في 15 نيسان/ابريل 1912 وتوفي في 1994. وقد وصفته الولايات المتحدة بأنه صاروخ بالستي يبلغ مداه من ستة الى تسعة الاف كلم.
وشكلت دعوة 150 صحافيا اجنبيا في بداية الاسبوع لزيارة مركز تونغشانغ-ري (شمال شرق) لمعاينة الصاروخ الذي يبلغ طوله 30 مترا والمطلي بألوان علم البلاد، حدثا استثنائيا في هذا البلد المغلق الذي لا يعطي تأشيرات الدخول الا بصعوبة كبيرة.
لكن مظاهر العظمة تحولت فشلا عندما انفجر الصاروخ الذي كان يحمل قمرا صناعيا للمراقبة، على ارتفاع 150 كلم، بعد دقيقة او اثنتين من اطلاقه من المنصة صباح الجمعة.
وهذه هي المحاولة الثالثة التي تفشل فيها كوريا الشمالية في وضع قمر صناعي في المدار، بعد محاولتين فاشلتين في 1998 و2009.
وعلى مدونته، قال ماركوس نولاند من مؤسسة بترسون للاقتصادات الدولية في واشنطن، ساخرا "لم ينجح الكوريون الشماليون في تحدي مجلس الامن والولايات المتحدة وحتى حليفهم الصيني فحسب، بل تمكنوا ايضا من تأكيد ضآلة خبرتهم".
واضاف هذا الباحث ان "الشعور بالاهانة" على المستوى الوطني، يفترض ان يقنع الزعيم الكوري الشمالي الجديد كيم جونغ اون، الذي خلف والده بعد وفاته في كانون الاول/ديسمبر، باجراء تجربة نووية جديدة خلافا لقراري مجلس الامن 1718 و1874.
وقال "من السهل الاحتفال بالذكرى المئوية لمؤسس الجمهورية، لكن المفارقة تكمن في ان فشل الصاروخ قد يزيد المخاطر المحدقة بالعالم ... وقبل اطلاق الصاروخ، كان من المحتمل ان تجري كوريا الشمالية تجربة نووية ثالثة، اما الان فبات اجراؤها شبه مؤكد".
وكان مسؤول كوري جنوبي طلب التكتم على هويته قال الاحد لوكالة فرانس برس ان استعدادات تجرى حاليا في بونغي-ري (شمال شرق) الذي اجرت فيه كوريا الشمالية تجربتيها السابقتين.
وقال روري مدكالف المسؤول في برنامج الامن الدولي في مركز لووي انستيتيوت الاسترالي للبحوث، ان كوريا الشمالية تجازف بمتابعة برنامجها النووي بعد هذا الفشل الجديد.
واوضح لوكالة فرانس برس "لا اقول بطريقة حاسمة اننا سنشهد تجربة نووية او شكلا آخر من اشكال الاستفزاز، لكني اعتقد ان فرص هذا الاحتمال اليوم هي اكبر مما كانت في الامس".
وكانت بيونغ يانغ اكدت انها تريد ان تضع في المدار قمرا صناعيا مدنيا تقضي مهمته بتقديم معلومات عن محاصيلها وغاباتها وموارها الطبيعية. لكن واشنطن وسيول انتقدتا عملية اطلاق الصاروخ وقالتا انه يخفي صاروخا بالستيا.
وتتوافر لكوريا الشمالية كميات كافية من البلوتونيوم على الارجح لصنع ستة او ثمانية صواريخ نووية، لكن الشكوك تستمر في قدرتها على تطوير رأس نووي لصاروخ بعيد المدى.
وقد وقعت بيونغ يانغ وواشنطن اواخر شباط/فبراير اتفاقا يقضي بأن تعلق كوريا الشمالية عمليات اطلاق الصواريخ البعيدة المدى والتجارب النووية وانشطة تخصيب اليورانيوم في مقابل الحصول على مساعدة غذائية اميركية.
وباتت واشنطن تعتبر هذا الاتفاق لاغيا وكأن لم يكن، فيما لا تزال كوريا الشمالية تعتبره قائما، نافية الطبيعة العسكرية لأنشطتها الفضائية.
وقال تايت نوركينغ المدير العام لشركة اي.اتش.اس جاينز الاستشارية على صعيد الدفاع والامن ان "ما يقلقنا كثيرا هو ضعف كوريا الشمالية وليس قوتها".
واضاف "نعتقد ان كوريا الشمالية لا تسعى الى افتعال نزاع. هي تسعى الى لفت الانتباه والى التنازلات التي تستطيع الحصول عليها لتقوية النظام".
مختار الساتي; توقيع العضو |
|