يبدو أن الإسلامي السلفي الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل الذي أسهمت حملاته ضد سطوة أاميركا في دفعه الى حلبة السباق، ليكون من أقوى المرشحين للرئاسة المصرية، وقع ضحية أاواصر القربى التي تربطه بأميركا تحديدا.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز، أن السجلات العامة في ولاية كاليفورنيا وموقع سجل الناخبين في لوس انجيليس تبين ان والدة ابو اسماعيل نالت الجنسية الأميركية قبل وفاتها. وان هذا يحرمه من حق الترشح بموجب القانون المصري المعمول به حاليا.
ويرى مراقبون ان خروج ابو اسماعيل من حلبة السباق، سيعيد خلط الأوراق من جديد قبل الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل.
وقال ابو اسماعيل إن والدته نالت البطاقة الخضراء التي تمنحها حق الاقامة الدائمة في الولايات المتحدة ولم تحصل على الجنسية.
ولكن صورة السلفي الذي يبدو جاهلا بتفاصيل حياة أمه في كاليفورنيا لاقت ارتياحا في الأوساط الليبرالية، وإذا أُجبر ابو اسماعيل على الانسحاب من السباق الرئاسي فإن هذا قد يسعد أيضا الدبلوماسيين الأميركيين في القاهرة حيث ينظرون بتوجس الى التداعيات المترتبة على إمكانية فوز سلفي مثله، بحسب صحيفة نيويورك تايمز مستدركة أن غيابه قد يساعد بالمفردات السياسية العملية في توحيد أصوات الناخبين المؤيدين للاسلاميين وراء مرشح واحد.
وقال متحدث بإسم حملة ابو اسماعيل الانتخابية إن وفدا أُرسل الى الولايات المتحدة لتحري الأمر. وأشار المتحدث محمد فهيم عبد الغفار الى ان الوثائق المقدَّمة عن إدراج السيدة نوال عبد العزيز نور، والدة ابو اسماعيل في السجلات العامة لولاية كاليفورنيا وسجل الناخبين في لوس انجيليس، قد تكون مزورة.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في وزارة الداخلية المصرية طلبوا عدم ذكر أسمائهم أنهم حصلوا على نسخ من وثائق السفر الأميركية العائدة للسيدة نوال نور وهي تشير الى انها كانت مواطنة أميركية قبل وفاتها. ولكن لم يتسن التأكد من طبيعة الوثائق، وأظهر البحث على الانترنت ان والدة ابو اسماعيل توفيت خلال السنوات القليلة الماضية.
وأعلن منظمو حملة ابو اسماعيل الانتخابية، انه قدم دعوى في إحدى المحاكم الإدارية في القاهرة لإلزام وزارة الداخلية بكشف ما لديها من أدلة للرأي العام.
وقال المتحدث عبد الغفار، إن الحملة الانتخابية مستمرة بصورة طبيعية والشيخ حازم لا يريد التعليق لوسائل الاعلام قبل اعطاء رد قانوني قوي على هذه المزاعم، على حد تعبيره.
وكان ابو اسماعيل أوضح ان شقيقته حنان تزوجت من أميركي واصبحت مواطنة أميركية وان والدته حصلت على البطاقة الخضراء لتتمكن من قضاء وقت أطول مع ابنتها.
ومن المتوقع ان تبت اللجنة الانتخابية المصرية في أهلية ابو اسماعيل للترشح للانتخابات الرئاسية التي ستجري في اواخر ايار(مايو).
وقال مراقبون إن الرابح الأكبر من قضية ابو اسماعيل هو مرشح الاخوان المسلمين خيرت الشاطر. ولكن مؤيدي المرشح الإسلامي الآخر عبد المنعم ابو الفتوح، قالوا ايضا إنهم يأملون بكسب أصوات مؤيدي ابو اسماعيل لمرشحهم. ولاحظ المراقبون ان ابو الفتوح اكثر اعتدالا من ابو اسماعيل ولكنه يطرح موضوعات شعبوية مماثلة بشأن القضايا الاقتصادية مؤكدا تبني قضايا الفقراء بعكس الاخوان المسلمين الذين يشددون على حرية السوق وقربهم من رجال الأعمال.
ومع تزايد التكهنات بشأن هوية والدة الشيخ ابو اسماعيل بدأ الليبراليون يتنفسون الصعداء، بعدما كانوا حتى أيام قليلة يتبادلون النكات المتوترة عن ظهور ملصقات على كل جدار في القاهرة تحمل صورة ابو اسماعيل بلحيته البيضاء وابتسامته العريضة.
ولكن النكات تحولت الى وخزات وقال البعض إن ابو اسماعيل كان كذابا أو قصير النظر، أو انه ربما لم يكن يعرف جواز سفر أمه. وقارنه آخرون بالاسلامي السلفي انور البلكيمي، الذي حاول كسب تعاطف الناخبين بدعوى تعرضه للضرب المبرح خلال عملية سطو، ولكن اتضح ان ضماداته تخفي عملية تجميل أجراها لأنفه.
مختار الساتي; توقيع العضو |
|