موضوع: ثاتشر: دخول 10 داونينغ ستريت عاد وبالاً على أسرتي الإثنين مارس 26, 2012 10:26 pm
في 1995 مع اللورد سبينسر صاحب الكشف الأخير
حتى اولئك الذي لا يعتبرونها أعظم رؤساء الوزراء البريطانيين، لا يجادلون حول أنها بين الأعظم. لكن مارغريت ثاتشر نفسها فاجأت الجميع بقولها إنها في الواقع نادمة على قرارها خوض المعترك السياسي ولو قُدر لها أن تعيش حياتها من جديد لتفادت هذا الطريق بأكمله.
لندن: فاجأت مارغريت ثاتشر المراقبين والمؤرخين بإعلانها ندمها على وصولها الى المنصب السياسي الأعلى في بلادها وقضائها 11 عاما في أشهر دار بريطانية: 10 داونينيغ ستريت.
وقالت ثاتشر إنه في حال أتاحت لها الأقدار أن تعيش حياتها من جديد، لتعمدت الابتعاد بالكامل عن الدخول في عالم السياسة برمته. وكل هذا برغم أن ثمة شبه إجماع على أن هذه المرأة، التي صارت تعرف باسم «السيدة الحديدية»، تعد بين أعظم رؤساء الوزراء البريطانيين في أزمنة السلم - إن لم تكن الأعظم على الإطلاق.
وحتى بدون هذا فقد صنعت التاريخ لكونها أول - وآخر - امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ بريطانيا وأنها صاحبة الرقم القياسي في طول فترة الحكم (ثلاث ولايات متعاقبة) وسط رؤساء البريطانيين علي مدى القرن العشرين. وأيضا لا شك في ان سنوات حكمها كانت بين الأكثر إثارة للجدل في تاريخ بريطانيا السياسي سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. ووفقا لما تداولته الصحافة البريطانية، فقد أسرّت ثاتشر باعترافها المدهش هذا لمسامع اللورد سبينسر، وهو أحد كبار المحافطين في الحزب الذي تزعمته، قائلة له إنها نادمة على أن قدمها وطئت مجلس العموم البريطاني في ويستمنستر لأن اشتغالها بالسياسة انعكس آثارا سيئة على أفراد أسرتها.
ويكتسب اعتراف ثاتشر أهمية خاصة لأنه يعود الى نيسان (ابريل) 1995، أي عندما كانت رئيسة للوزراء وتتمتع وقتها بمكانة داخلية ودولية قلما تمتع بها سياسي بريطاني في التاريخ المعاصر. ووفقا لكتاب مذكرات اللورد سبينسر، الذي بدأت صحيفة «تليغراف» نشر أهم أجزائه على حلقات، فقد قالت له في لقاء بينهما وقتها: «لو عشت حياتي من جديد لما أقدمت على العمل السياسي بسبب ما يفعله شيء كهذا بأسرة المرء».
ورغم ما عرف من تمتعها بزواج صلد من دنيس ثاتشر، الذي وافته المنية عام 2003، فقد عانت السيدة الحديدية من السمعة التي اكتسبها ابنها مارك (58 عاما) منذ أيامها في السلطة. ذلك أنه اشتهر باللهو والمجون في شبابه، ثم تورط - لأغراض الكسب التجاري - في محاولة أجنبية لقلب نظام الحكم في غينيا الاستوائية العام 2004 (حُكم عليه بالسجن 4 سنوات معلّقة، وغرامة تعادل نصف المليون دولار).
ثاتشر مع زوجها دنيس وابنيهما التوأمين مارك وكارول في 1959 ومن جهة ابنتها كارول (توأم مارك) فقد عُرف أن العلاقة بينهما لم تكن «ساخنة بما يكفي». وحتى بعد إصابة السيدة الحديدية بداء الخرف منذ العام 2000 (كارول نفسها كشفت هذا في كتاب مذكراتها الصادر في 2008)، فقد امتنعت عن زيارتها بانتظام وأنها قد تمضي شهورا طويلة قبل رؤيتها لفترة وجيزة.
ثاتشر في سطور:
* ولدت في أسرة متواضعة الحال في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 1925 ببلدة في شرق انجلترا، لأبيها ألفريد روبرتس الذي كان بقّالا، ودرست في ما بعد الكيمياء في جامعة أكسفورد والقانون في كلية لينكونز إن بلندن.
* أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا. وهو منصب ظلت فيه من عام 1979 حتى 1990 على مدى ثلاث ولايات. * أطلق المراقبون على منهاجها السياسي اسم «الثاتشرية». وتقوم هذه على الإقلال من السيطرة والإنفاق الحكوميين وعلى تمليك الصناعات الحكومية للقطاع الخاص والجمهور.
* الإعلام السوفياتي هو الذي أطلق عليها لقب «السيدة الحديدية»، وكان ذلك حتى قبل توليها رئاسة الوزراء.
* كانت أيضا عامل انقسام حاد في المجتمع وأدت سياساتها لكسر شوكة نقابات العمال في أعقاب إضراب عمال مناجم الفحم الطويل الشهير عامي 1984 و1985.
* كان النصر الساحق الذي أحرزته على العمال في انتخابات يونيو (حزيران) 1983 نتاجا في قسم كبير منه للنصر في الحرب التي شنتها على الأرجنتين في جزر الفوكلاندز واستعادتها منها في 1982.
* تقاعدت عن العمل السياسي بهجرها مقعدها في البرلمان العام 1992، بعد سنتين على مغادرتها 10 داونينغ ستريت.
ثاتشر مع زوجها دنيس وابنيهما التوأمين مارك وكارول في 1959