مختار الساتي عضو مبدع
العمر : 56 عدد المساهمات : 1921
اعلان ممول
| موضوع: ممدوح رمزي: أدعو إلى استقلال الأقباط سياسياً في مصر الإثنين مارس 26, 2012 6:18 pm | |
| تعتبر فرص ممدوح رمزي، القبطي المرشح للرئاسة المصرية، بالفوز ضعيفة جدا، إلا أنه أصر على الترشح ممثلا لحز الاصلاح والتنمية،كما رفض رمزي دعوات أقباط المهجر الى الانفصال مقترحاً استقلال الأقباط سياسياً من خلال ما يعرف بـ"المقعد المسيحي".
القاهرة: رغم أن فرصه في الفوز بمنصب رئيس الجمهورية في مصر ضعيفة، إلا أنه أصر على الترشح، للحصول على حقه، باعتباره قبطياً في الترشح لجميع المناصب، إنه ممدوح رمزي المحامي والناشط القبطي الذي تقدم بأرواق ترشح للإنتخابات الرئاسية في مصر ممثلاً لحزب الإصلاح والتنمية، وقال في مقابلة مع "إيلاف" إن ما دفعه للترشح أن برامج غالبية المرشحين الكبار لا تتضمن أية بنود حول حقوق الأقباط، مشيراً إلى أنه استشار شخصيات كنسية قبل الإقدام على تلك الخطوة، ووصف ما يحدث بشأن الجمعية التأسيسية لوضع الدستور بأنه "عك دستوري".
ورفض رمزي دعوات بعض أقباط المهجر إلى الإنفصال، مقترحاً إستقلال الأقباط سياسياً من خلال ما يعرف بـ"المقعد المسيحي"، وكذلك الأمر بالنسبة للنوبيين والبهائيين والشيعة، ووصف رمزي البرلمان المصري الحالي بأنه "برلمان قندهار"، منتقداً سيطرة الإسلاميين على اللجنة التأسيسية لوضع الدستور.
ما الذي حملك على الترشح للإنتخابات الرئاسية رغم ما يبدو ظاهراً أن حظوظك في الفوز بالمنصب الرفيع ليست وافرة؟
بصراحة شديدة، لم أكن أنوي الترشح للإنتخابات الرئاسية، ولكني انتظرت كغيري من الأقباط تقديم السادة المرشحين الكبار أصحاب الثقل السياسي مثل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أو عمرو موسى، بنوداً ضمن برامجهم الإنتخابية تشتمل على حقوق الأقباط، أو ما ينبئ بأن لديهم رؤية لحل أزمات الملف الطائفي بجدية، إلا أنني لم أجد منهم شيئاً في هذا الصدد، فقررت الترشح، إنطلاقاً من المثل القائل "ما حك جلدك مثل ظفرك"، أملاً في تسليط الأضواء أكثر على مشاكل الأقباط، وتقديم حلول لها، بالَإضافة إلى أن هناك هدفا آخر للترشح، يتمثل في نفي السلبية عن الأٌقباط، والتأكيد على أنهم خلعوا هذا الثوب نهائيا، وقرروا الخروج من عزلتهم والمشاركة السياسية الجادة في الشأن المصري بعد الثورة، لاسيما أن المناخ تغير، وصار ديمقراطياً، وبالتالي "لازم نشارك" حتى ولو كانت فرصنا في الفوز ضيئلة.
هل حدث تنسيق مع الكنيسة قبل الإقدام على تلك الخطوة، وماذا كان رد فعل الشخصيات القبطية القيادية؟
أنا أرفض التنسيق مع الكنيسة في الشأن السياسي، نحن نرفض احتضان الكنيسة للأقباط سياسياً، وليس لها الحق في التدخل السياسي مطلقاً، فالمسيح فصل الدين عن السياسية، وقال "ما لقيصر لقيصر وما للرب للرب"، لكنني استشرت بعض القيادات الكنسية والقبطية وشخصيات إسلامية بشكل شخصي في القرار قبل إتخاذه، وباركوه، إنطلاقاً من أن ترشح قبطي للإنتخابات الرئاسية يثري العمل السياسي في مصر، حتى لا يكون مجتمع أحادي.
وماذا عن شروط الترشح للإنتخابات، هل حققت أي منها؟
لست في حاجة للدخول في صراع من أجل الحصول على تأييد 30 نائبا بالبرلمان أو 30 ألف تأييد من المصريين العاديين، لأنني مساعد رئيس حزب الإصلاح والتنمية، وهو حزب ممثل في البرلمان، وطبقاً لقانون الإنتخابات الرئاسية فإن أي حزب سياسي له تمثيل برلماني من حقه الدفع بمرشح للرئاسة، وبالتالي فأنا مرشح عن هذا الحزب.
وما هي رؤيتك أو برنامجك لقيادة مصر بعد الثورة؟
يرتكز برنامجي أساسا على معالجة الأزمات الاقتصادية والسياسية من خلال القضاء على الإنفلات الأمني في البلاد، بالإضافة إلى تقديم دعم للفقراء ومحدودي الدخل، والعمل على تنمية النشاط السياحي بالتوازي مع الإستقلال الإقتصادي وإنشاء صناعات ثقيلة، والإكتفاء الغذائي عن الخارج، لا سيما في القمح. فضلاً عن التركيز على الملف الطائفي والعمل على وأد الطائفية كفكر في مصر، إبتداءا من المناهج الدراسية، وإنتهاء بالمناصب الرفيعة، وحل هذه الأزمة في إطار المعادلة المصرية، وبإعتبار الأقباط جزء من النسيج الوطني، وليس في إطار التمييز السلبي أو الإيجابي.
بلغ عدد المرشحين للإنتخابات الرئاسية حتى الآن أكثر من ألف مرشح محتمل، بينهم أشخاص ليسوا أهلا للترشح، كيف ترى هذا الأمر؟
أنها مهزلة سياسية، تدعو إلى الضحك والبكاء في الوقت نفسه، فهناك أصحاب سوابق ومجرمون وميكانيكية وبائعون متجولون طلبوا الترشح للرئاسة، وهذا يجعل الإنتخابات الرئاسية أقرب إلى المسرحية الكوميدية، ويقلل من هيبة منصب رئيس الجمهورية، وكان ينبغي وضع شروط معينة للحد من سيل المرشحين، ولكن للأسف تحول الأمر إلى مولد وصاحبه غايب، وصار كل من هب ودب يترشح.
وكيف ترى مطالبات بعض أقباط المهجر الإنفصال عن الدولة، وإقامة دولة خاصة بالأقباط؟
الأقباط في مصر يرفضون أطروحات بعض أقباط المهجر بِشأن الإنفصال عن الدولة الأم على طريقة جنوب السودان، ولا أحد يميل إلى السير في هذا الإتجاه مع موريس صادق أو عصمت زقلمة، بل الجميع بعتبروهم مثالاً سيئاً للتطرف القبطي، وأنا أميل إلى حصول الأقباط على الإستقلال السياسي، وليس الإستقلال في حدود دولة، وهذا الحل يتمثل في تخصيص ما يعرف بـ"المقعد المسيحي"، أي أن يكون للأقباط نسبة معينة من المقاعد في أي إنتخابات سواء برلمانية أو نقابية أو الأندية أو الشركات والمؤسسات العامة، وتجري الإنتخابات منفصلة، ثم ينضم الفائزون إلى الكيان ككل، سواء أكان البرلمان أو النقابة. و"المقعد المسيحي" معمول به في الأردن وسوريا والعراق، وينطبق الكلام نفسه على باقي الطوائف المشهمة مثل النوبيين والشيعة والبهائيين.
وما رأيك في الدعوات التي يقودها برلمانيون إسلاميين إلى تطبيق الشريعة الإسلامية؟
تطبيق الشريعة على غير المسلمين ليس بمقبول، ويجب أن يحتكموا إلى شرائعهم، كما يجب على الداعين إلى تطبيق الشريعة أن يعوا الدرس السوداني جيداً، وأن يعلموا أن ما ساهم في إنفصال جنوب السودان، كان تطبيق الرئيس عمر البشير الشريعة الإسلامية في السودان، رغم أنه يعلم أن المسيحيين يشكلون أغلبية في الجنوب، ولم يعاملهم بشرائعهم، وكان هذا خطأ فادحاً.
هناك غضب من التيارات السياسية ضد اللجنة التأسيسية للبرلمان، كيف ترى الأمر؟
ما يحدث يمكن وصفه لـ"العك الدستوري" والاستخفاف بالشعب من جانب "نواب برلمان قندهار" فهم يجهلون الأساليب المتعارف عليها في وضع الدستور، الذي يعتبر عقدا إجتماعيا يشارك فيه كافة طوائف وأطياف الشعب، وليس للأغلبية البرلمانية الحق في الإنفراد به، أو التعسف ضد باقي التيارات السياسية. ليس من حق أي فصيل سياسي مهما كانت قوته أن يتحكم في مصير ودستور 85 مليون مصري، لأن الأغلبية والأقلية السياسية متنقلة، فأغلبية اليوم أقلية الغد، والعكس، في حين أن الدستور باق، وكان من المفترض ألا يكون البرلمان مشاركاً في اللجنة التأسيسية للدستور من الأساس، لأنه يخشى تغول السلطة التشريعية على باقي السلطات، كما أن هذا البرلمان مشكوك في شرعيته، وهناك دعوى قضائية منظورة أمام المحكمة الدستورية العليا في هذا الشأن، وفي حالة حل البرلمان فإن الدستور سيكون باطل، وسوف تدخل مصر في دائرة مفرغة. وكان من الأولى إنتخاب اللجنة التأسيسية من كافة أطياف المجتمع.
بعد وفاة البابا شنودة، كيف ترى عملية إختيار خليفته، وهل هناك صراع على الكرسي البابوي؟
عملية إختيار البطريريك تتم في أجواء ديمقراطية، وليس هناك صراع أو خلاف بين قيادات الكنيسة على المنصب، لأنه منصب روحي، أقول ذلك بإعتباري مقرباً من الكنيسة وقياداتها، فلائحة 1957 تحدد معايير الترشح، وبعد إجراء الإنتخابات، تجري قرعة هيكلية بين أعلى ثلاثة مرشحين من حيث عدد الأصوات، وتتمثل القرعة في وضع أسماء المرشحين الثلاثة في ثلاثة أوراق منفصلة في صندوق، ويطلب من طفل سحب ورقة واحدة، والفائز يكون البطريرك، إنه إختيار إلهي، وبالتالي لا صراع فيه.
مختار الساتي; توقيع العضو | |
|
|