مختار الساتي عضو مبدع
العمر : 56 عدد المساهمات : 1921
اعلان ممول
| موضوع: قمة بغداد.. بدء العد العكسي لانطلاق "حفل التعارف" ودول "تصنع الدمار" لإفشاله الثلاثاء مارس 27, 2012 8:01 am | |
| لم يبق سوى يومان على انعقاد قمة بغداد التي تسعى الحكومة العراقية بشتى الطرق إلى إنجاحها، وسط سخط شعبي على الإجراءات الأمنية المتخذة قبل انعقادها بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتوقف أعمال أصحاب المهن الحرة من ذوي الدخل المحدود، معتبرين إياها مجرد "حفل تعارف".
ففي ظل استمرار تلك الإجراءات اتهمت وزارة الدفاع العراقية دولاً فضلت عدم تسميتها بأنها تصنع الدمار وتحاول إفشال قمة بغداد قبل بدئها، فيما أعلنت وزارة الخارجية عن تواجد 10 رؤساء دول في القمة، عدّت تقارير صحفية القمة فرصة لإعادة العلاقات العراقية السعودية.
وقرر مجلس الوزراء العراقي، في الثلاثاء الماضي، إعطاء عطلة رسمية في كافة دوائر ومؤسسات الدولة والمدارس والجامعات بدأت أول أمس الأحد، لغاية الأول من شهر نيسان.
ويقول وزير الدفاع سعدون الدليمي في تصريحات صحفية ان "لدينا ادلة تثبت تورط بعض الدول افضل عدم تسميتها تحاول صنع الدمار في العراق وافشال عقد قمة بغداد قبل بدئها"، مشيراً إلى أن "اللاصقات الممغنطة المعدة للتفجير لن تمنع العراق من استضافته للقمة العربية ولأشقائه العرب".
ويعبر الدليمي عن اسفه "لإزهاق أرواح الأبرياء من خلال العمليات الارهابية التي تستهدفهم"، مشيراً الى ان "معظم هذه التفجيرات بسيط جداً، ولا أعتقد أن القمة ستتوقف بحصول طارئ من هذا النوع".
ويؤكد وزير الدفاع على أن "العراق مر بمراحل صعبة من تاريخه وواجه الإرهاب كغيره من الدول التي تريد أن تبني وتستقر وتؤسس لمستقبل أفضل يخدم أبناءه ويحقق مصالحه".
ويكشف الدليمي عن "مرافقة بعض أعضاء اللجنة الأمنية للمؤتمر له خلال زيارته التي قام بها لدعوة الدول للمشاركة في القمة، لشرح الوضع الأمني في العراق"،متابعاً "أعتقد أننا بحمد الله قد أعددنا العدة لكي لا يحدث أي طارئ يعكر صفو هذا اللقاء المرتقب، وهو بالنسبة للعراقيين عيد حقيقي، وسيكون منطلقاً لمرحلة جديدة".
وتفيد بعض المصادر أن قصر الفاو الواقع في ضاحية الرضوانية القريبة من مطار بغداد سوف يستضيف قمة الزعماء العرب، فيما سيخصص القصر الجمهوري لعقد الاجتماعات على المستوى الوزاري، مشيرة إلى أن نقل الاجتماع للمكان الجديد يأتي في إطار توفير أفضل فرص الحماية الأمنية لضيوف القمة.
وتعدّ القمة الـ23 التي ستحتضنها بغداد الأولى بعد التغيير الذي شهدته اغلب الدول العربية في ما يعرف بـ"الربيع العربي" او "تسونامي" الانتفاضات إضافة إلى أنها الأولى في العراق بعد نحو 22 عاما.
بدوره يقول وكيل الوزير لبيد عباوي لـ"شفق نيوز"، إن "رؤساء 10 دول عربية بينها العراق تم التأكد من مشاركتهم في قمة بغداد".
ولم يذكر عباوي اسماء رؤساء الدول المشاركة، لافتاً إلى أن "هذه القائمة ليست بالنهائية".
واحتضن العراق آخر قمة في آب 1990 قبيل غزو النظام السابق للكويت، مما ترتب بعيد هذه العملية التي انتهت بحرب الخليج الثانية عزلة بين العراق ومحيطه العربي، ومن ثم سقوط نظام صدام حسين الذي شهد العراق بعدها اوضاعا امنية غير مستقرة, مما جعل اكثر الدول العربية تتردد في المشاركة في القمة الحالية.
وكان مصدر مطلع كشف لـ"شفق نيوز"، في وقت سابق عن أن ما يقارب سبع دول لن تشارك في قمة بغداد، أو ستشارك بتمثيل دون مستوى رئيس بلاد.
وأضاف عباوي بشأن ضمان حماية الرئيس السوداني الذي تأكدت مشاركته في القمة، إن "ملاحقة او اعتقال الرئيس السوداني في بغداد أمر غير مطروح نهائياً".
وكان قضاة المحكمة الجنائية الدولية أصدروا في صيف 2010 مذكرة توقيف بحق البشير تتهمه بارتكاب إبادة في اقليم دارفور.
من جهتها تقول صحيفة اللوموند الفرنسية في تقرير لها اطلعت "شفق نيوز" على نسخة منه "كان يتوقع للعلاقات الدبلوماسية بين العراق والسعودية أن تعود إلى مجراها الطبيعي إبان سقوط النظام السابق في عام 2003 لولا تدفق متشددين سعوديين إلى الأراضي العراقية لمحاربة الجنود الأمريكيين والشيعة".
واضافت ان "هذا التطور أدى إلى زيادة التوتر بين البلدين الجارين خصوصاً بعد وصول الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران إلى السلطة، وفوز نوري المالكي في الانتخابات الأخيرة أمام منافسه إياد علاوي المدعوم من السعودية".
واشارت الصحيفة الى ان "تحضيرات العراق لعقد القمة العربية في بغداد ودعوته السعودية لحضورها أسهمت في إعادة الحرارة إلى العلاقات السعودية - العراقية المنقطعة منذ عام 1990 بعد احتلال العراق للكويت وفرض العقوبات عليه".
وتابعت الصحيفة ان "القمة العربية شهدت عودة العراق إلى الأسرة الخليجية، بعدما كانت الرياض عينت سفيراً لها في بغداد، واستقبلت وفداً عراقياً رفيع المستوى للبحث في شأن السجناء السعوديين في العراق المتهمين بالإرهاب الذين من المتوقع أن يتم قريباً تبادلهم بسجناء عراقيين في السعودية".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي ملحق بالجامعة العربية أن "العراق لا يستطيع أن يسمح لنفسه بإدارة قمة عربية من دون حصوله على دعم دول الخليج عموماً والسعودية خصوصاً"، مبينة ان "في المقابل مايهم المملكة العربية السعودية هو ضمان حياد العراق حيال الأزمة في سوريا".
ويعد قرار السعودية بتعين سفير لها في بغداد هو الأول منذ أكثر من 20 عاماً عقب قطع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين بعد غزو نظام صدام حسين للكويت في الثاني من آب عام 1990، حيث اتخذت الرياض موقفاً متشدداً من النظام آنذاك وأصبحت قاعدة لتجمع القوات المتعددة الجنسيات التي تألفت من أكثر من 30 دولة لتحرير الكويت.
يذكر أن العراق قد اعلن عن اكتمال كافة الاستعدادات لاستضافة القمة الثالثة والعشرين، وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ ان اللجنة التحضيرية لوزراء الخارجية العرب خصصت محوراً لدعم العراق بعد التحولات التي جرت على أرضه من تغيير نظام الحكم الدكتاتوري والتحول نحو الديمقراطية، مما يجعل من القمة رسالة للقادة العرب بضرورة إعادة العراق إلى محيطه العربي وحاجته إلى الاستثمارات العربية.
مختار الساتي; توقيع العضو | |
|
|