اكد ائتلاف دولة القانون، الاربعاء، ان طائرات الـF16، التي ينوي العراق شراؤها، هي للدفاع عن العراقيين، وليست لإستهداف الكورد، فيما أكد على أن ما جاء في خطاب رئيس الاقليم كان مؤسفا وغير ايجابي.
وقال المتحدث باسم الائتلاف، علي الشلاه في حديث لـ"شفق نيوز"، إن "الزمن الذي يجري فيه قصف العراقيين، قد ولى الى غير رجعة، ونحن لا نفكر ابدا في العراق الجديد، باستعمال السلاح ضد بعضنا البعض"، مضيفا ان "الارهاب فقط استخدم السلاح ضد العراقيين، والعراقيون جميعا يريدون دولة تحفظ سلامة الجميع ولا احد يهدد الأخوة الكورد والدولة العراقية ستدافع عنهم".
وكان رئيس اقليم كوردستان قد شن، مساء امس الثلاثاء، انتقاد حادا لرئيس الحكومة نوري المالكي وبعض السياسيين، واتهمهم بمحاولة الحصول على طائرات الـ F16 لضرب الكورد، وفيما اكد أن التحالف الستراتيجي مع الشيعة، محصور مع الحكيم والصدر، خيّر الاطراف السياسية بين حل الامور عاجلا، أو تقرير المصير لشعب كوردستان.
وبهذا الصدد قال الشلاه "مؤسف أن يخرج هكذا كلام من السيد بارزاني الى الشارع لأنه غير وارد ابدا"، مشدد على ان "الدولة العراقية دولة ديمقراطية ويجري تبادلها بين زعاماتها سلميا لذلك لاحاجة ابدا لمثل هذه الطريقة في الحوار".
واكد على ان مقاتلات "الـF16 هي للدفاع عن كل العراقيين وعن حدود العراق وحدود كوردستان تحديدا التي هي اكثر تعرضا للانتهاك من قبل الاتراك بين الحين والآخر".
وكان بارزاني تطرق في خطابه بمناسبة عيد نوروز امس الثلاثاء، إلى مسائل عديدة للمرة الأولى، كالخلافات مع بغداد، وتهميش الكورد، والمحاولة على الهيمينة من قبل اطراف لم يسميها بشكل علني، لكنه بدا واضحا أن بارزاني كان يقصد نوري المالكي وائتلافه دولة القانون.
واضاف الشلاه "أأسف اذا كان البارزاني قد قال ذلك، وان التحالف الوطني بما فيه ائتلاف دولة القانون، التي تشكل الضلع الاكبر في هذا التحالف، يريد عراقا ديمقراطيا، يقوم على حرية التعبير"، مشيرا الى ان "البارزاني مواطن عراقي من حقه ان يعبر عن رأيه، لكننا لا نريد ان يصل الامر بتصريحاته او أي من القادة العراقيين الى التسويف".
وأردف "نحن نريد في هذا الوقت خصوصا وان القمة العربية ستعقد في بغداد برئاسة جلال الطالباني وهذا اكبر اعتراف بالحضور الكوردي وعدم التهميش، أي ان يكون رئيس الجمهورية وحامي الدستور هو رئيس كوردي".
وبرز رئيس اقليم كوردستان في خطابه بشأن الخلاف مع بغداد المناطق المتنازع عليها، حيث اكد على "إنهم يتهربون منها دائماً، في حين ابدينا من جانبنا أعلى درجات المرونة، كنا نتصور بأن الآخرين يحترمون العهود وتوقيعاتهم، لأن الدستور وضع آلية الحل لمعالجة هذه المشاكل، فلا بأس لو تمت معالجة الأمر وفقاً للدستور أو أن يُعالج كذلك الآن، ولكن من غير الممكن أن نتخلى عن هذا الأمر، لأن هذه المسألة تشكل بالنسبة الينا مسألة تفوق المبدئية".
وقال المتحدث باسم دولة القانون "لا نستطيع لوحدنا ان نقر المادة 140 ولا نستطيع ان نعطي المناطق المتنازع عليها، وهذا يحتاج الى اجماع وطني، ونرجو ان يكون هذا متفهما، وان لا يصبح الامر محل اخذ ورد، والعلاقة بين المركز والاقليم، ينبغي ان تقوم على الدستور وليس على اجتهادات او رغبات شخصية وهذه الامور بحاجة الى المنطق والعقل".
واردف "نحن نستمع الى البارزاني ولكننا نستمع ايضا الى جلال الطالباني والقيادات الاخرى من الاخوة الكورد، وخطابهم العقلاني"، مضيفا "نحن نعتقد ان الحوار يجب ان يجري في الاجتماعات، وليس عبر وسائل الاعلام، لأن هذا الامر خطر على جميع الاطراف، خصوصا ان البعض يرى ان هذه التصريحات تشوش على القمة العربية وتسيء الى العلاقة بين الشركاء".
وكان بارزاني دعا جميع قيادات الأحزاب والآطراف السياسية العراقية الى مداركة الوضع والجلوس معاً في وقت عاجل؛ وذلك لوضع الآليات والإسراع في إيجاد حل لهذا الوضع ومعالجته في فترة قصيرة جداً، "وإلاّ فإننا سنلجأ الى شعبنا، وآنذاك سيتخذ شعبنا قراره النهائي، وهذا كي لاتلقوا علينا باللائمة بعد الآن".
وأكد الشلاه أن "الكورد اختاروا العراق، وليس من المعقول انه في كل يوم نقوم بتقرير المصير"، منوها على ان "الاخوة الكورد اسهموا في كتابة الدستور، وقالوا ان العراق هو الخيار الاخير المقصود والمطلوب، وانهم يأخذون حقوقهم كاملة من خلال هذا العراق بل انهم يرأسون الدولة".
وأضاف أن "اللجوء دائما الى هذا المنطق امر غير ايجابي، ونريد الا تكون هناك اشتراطات عراقية، فالعراق عراق الجميع والعراقية، ليست محلا للاشتراطات، ونرجو الا يتكرر هذا الامر في تصريحات القادة السياسيين، لأنه لا يؤدي الى نتيجة ايجابية".
مختار الساتي; توقيع العضو |
|