أكدت مصادر النيابة العامة في مدينة بروكسل أنها وجّهت إتهاماً رسمياً للشخص المتورّط في إحراق مسجد للطائفة الشيعية في بلدية أندرلخت في بروكسل، ما تسبب في مقتل إمام المسجد مساء أمس.
وأضافت المصادر أن المتهم، وهو في الثلاثينيات من العمر، قد أكد أنه من أتباع الديانة الإسلامية، ولكن "لم يتم التأكد من هويته بعد، إذ إنه مقيم بشكل غير قانوني على الأراضي البلجيكية"، حسب النيابة.
وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات لا تزال جارية مع الشخص المعني من أجل معرفة دوافعه، حيث يواجه تهمة التسبب بحريق متعمد، أدى إلى مقتل شخص. و"تجري السلطات المختصة حالياً فحصاً لما إلتقطته كاميرات المراقبة في مكان الحادث"، كما جاء في تصريحات المصادر نفسها التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية.
وكان الحادث قد تسبب في مقتل إمام المسجد خنقاً بسبب الدخان الناتج من الحريق، في حين جرح شخصان آخران بسبب تعرضهما لطعنات بالسلاح الأبيض.
ولا تزال الشرطة تعمل على جمع شهادات الأشخاص الذين كانوا متواجدين في مكان الحادث في محاولة لمعرفة التسلسل الزمني للأحداث ولتحديد ما إذا كان المتهم قد تصرف بمفرده أو بمساعدة شركاء.
من جهته، دعا عمدة بلدية أندرلخت، التي جرى فيها الحادث، غيتان فان غودستنهوفن، أبناء الطائفة الإسلامية، خاصة الشيعة منهم، إلى الهدوء وضبط النفس. وأشار إلى ضرورة التحلي بالصبر، فـ"على كل طرف الإضطلاع بمسؤولياته والركون إلى الهدوء للسماح للعدالة بأن تأخذ مجراها في هذا الأمر".
وشدد عمدة أندرلخت على ضرورة توخي اليقطة والحذر، لافتًا إلى تواجد مكثف لأفراد الشرطة في أنحاء البلدية من أجل تطويق أي حادث محتمل، وقال "حتى الآن، تبدو الأجواء هادئة، رغم إحساس الجميع بالصدمة والحزن".
ووصف العمدة هذا العمل بـ"المجنون"، مؤكداً أن ما جرى يدل على أن مدينة بروكسل، ليست في منأى عن مثل هذه الأعمال الإجرامية.
يذكر أن حادثة إحراق المسجد وما نتج منها من مقتل الإمام، قد أثارت ردود فعل غاضبة في الأوساط الشعبية والرسمية في البلاد، حيث عبّرت وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكيه عن إدانتها لهذا العمل، ودعوتها إلى التعاون من أجل مواجهة الأفكار والأعمال ذات الطابع المتطرف.
مختار الساتي; توقيع العضو |
|