تمتلئ قائمة أماني الأطفال بالعديد من الأمنيات، لكن لا أحد يتوقع أن يكون من بينها قيادة طائرة تجسس عسكرية.
هذا ما حلمت به طفلة بريطانية في التاسعة من عمرها وتمكنت من تحقيقه إلى حد ما بعدما تأثر طاقم طائرة التجسس بطلبها ووافقوا على أن تنضم لهم.
كانت الطفلة إيلي كارتر (9 أعوام) قد أرسلت رسالة إلى منظمي أكبر استعراض جوي عسكري في العالم تسألهم عما إذا كان ممكن ضم طائرتها المفضلة إلى عرضهم المقبل في الصيف، مما أدى إلى تأثر منظمي الاستعراض وقربوها من حلمها في قيادة طائرة التجسس العسكرية "U-2"، وذلك بركوب سيارة تطارد الطائرة أثناء هبوطها على مدرج الطيران.
كان الحماس الذي أظهرته إيلي في خطابها قد دفع طاقم قيادة الطائرة في قاعدة بيل الجوية بولاية كاليفورنيا الأميركية إلى محاولة البحث عن الفتاة لبحث إمكانية تحقيق حلمها، خاصة أن رسالتها أوضحت اسمها وسنها وأنها مقيمة في مدينة ديفون الإنكليزية فقط.
ولحسن الحظ فإن الفتاة كانت دائما ما تتابع موقع الاستعراضات الجوية التي أرسلت له رسالتها، لتجد أن منظمي الاستعراض يحاولون الوصول إلى مكانها.
وبعد مكالمات مع والدتها، لورنا كارتر، تم التنسيق مع طاقم طائرة التجسس لحضور إيلي إلى القاعدة الجوية بالولايات المتحدة، حيث شاهدت الطائرات المختلفة هناك، أما المفاجأة فهي أنها حصلت على فرصة نادرة للجلوس في سيارة مطاردة تنطلق بسرعة 193 كم/ساعة في محاولة لمتابعة هبوط طائرة التجسس "U-2" من رحلة لها.
وقد عبرت إيلي عن سعادتها بالتجربة، مضيفة أنها تمكنت من مشاهدة مؤخرة الطائرة بعدما عبرت من فوق السيارة التي كانت تركبها أثناء الهبوط.
وذكرت إيلي في رسالتها أنها حضرت الاستعراض الجوي خلال السنتين الماضيتين وتحلم أن تكون طيارة، مضيفة أنها تجتهد في المدرسة كما أن المدرسين يساعدونها بإعطائها فروض خاصة بالطلبة الأكبر سنا للمزيد من الاجتهاد وهو ما يعجبها حيث أنه لكي تصل لهدفها عليها العمل بجد.
وقد ظهرت إيلي في يومها الخاص مرتدية بذلة طيران اشترتها باستخدام الأموال التي ادخرتها في العطلة الصيفية، وأضافت والدتها أن إيلي كانت سعيدة للغاية حتى أنها بكت طوال الطريق أثناء العودة لمنزلهم قبل أن تنام.
وذكر ريتشارد أركاتي، المتحدث باسم الاستعراض الجوي أنه رغم حصول الاستعراض على العديد من الرسائل من محبي الطيران تطلب منهم إظهار طائرات معينة في الاستعراض السنوي، فإن القليل منها تعبر عن شغف وحب حقيقي للطيران مثل رسالة إيلي، مضيفا أن ذلك دفعهم لنشر الرسالة على الموقع.
يُشار إلى أن الطائرة "U-2" تطير على ارتفاع 70 ألف قدم بشكل مقارب من الفضاء الخارجي ما يجعل طاقمها يرتدي مثل رواد الفضاء.