كشفت مخطوطات عربية قديمة أن العاصمة بغداد مرت بما يشبه العصر الجليدي منذ حوالي الف عام، كان يتجمد خلالها نهرا دجلة والفرات، وتتساقط الثلوج من السماء.
وجاء في المخطوطات إن باحثين اسبان من جامعة اكستريمادورا اكتشوا أن المنطقة مرت بما يشبه العصر الجليدي في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين (الثالث والرابع الهجريين)، حيث ذكرت المصادر سقوط الثلوج على بغداد في أعوام 904 و 944 و 1007 ميلادية، وكانت خلالها أنهار دجلة والفرات تتجمد.
وأضافت أن هذه الكتابات ساعدت علماء المناخ، على فهم أسباب سقوط الجليد على بغداد مرة واحدة في العصر الحديث، وتحديدا عام 2008.
وحسب الدراسة، فقد جاء ذكر سقوط الجليد في كتابات كل من الطبري عام 913 ميلادية، وابن الأثير عام 1233 م، والسيوطي عام 1505 م، والذين ذكروا احوال الطقس في كتاباتهم.
وكتب الباحث الإسباني والمشرف على الدراسة بروفيسور فيرناندو دمينجوز كاسترو إن المعلومات التي تمدنا بها المصادر القديمة تشير بوضوح إلى أحداث مناخية شديدة التطرف، أثرت بشكل كبير على المجتمعات، ومنها سنوات جفاف وفيضانات، ورغم ذلك فإن هذه المصادر تشير إلى أحداث مناخية نادرة مرت بها بغداد القديمة، مثل العواصف الثلجية وتجمد الأنهار وأحيانا سقوط الجليد.
وأوضح كاسترو أن هذه المؤشرات على حالات البرودة المفاجئة، تؤكد أن درجة الحرارة كانت تهبط بشكل كبير خلال القرن العاشر الميلادي، وذلك قبل الفترة الوسيطة الدافئة.
ويعتقد كاسترو أن هبوط درجة الحرارة في شهر تموز يوليو عام 920 ميلادية، ربما ارتبط بثورة بركان ضخمة، لكن هذه الفكرة تحتاج إلى دراسة أكثر لتأكيدها.