مختار الساتي عضو مبدع
العمر : 56 عدد المساهمات : 1921
اعلان ممول
| موضوع: مشاهدات من حمص: ام تبحث عن ابنها بين الجثث المكدسة الأربعاء مارس 07, 2012 7:38 am | |
| روى شهود عيان مشاهداتهم عن الجرائم التي ارتكبتها قوات النظام السوري بحق المواطنين في مدينة حمص وقراها.
بيروت: لم تتمالك ام حسن نفسها لدى رؤيتها وجه ابنها البكر بين عشرات الجثث المكدسة في ثلاجة مخصصة اصلا لحفظ اللحم المبرد، في المشفى الوطني في تلبيسة، فانهارت وكادت تقع ارضا... كان عناصر الامن اعتقلوا حسن العريس الجديد، قبل ثلاثة ايام من منزل العائلة. وتروي ام حسن (65 عاما) في منزل في قرية لبنانية قريبة من الحدود السورية في منطقة البقاع (شرق)، "دخلوا بيتنا في المساء، قيدوا ابني ثم اعتقلوه، ومنعنا عناصر امن من الخروج الى حين توارى الباقون به عن انظارنا".
وتضيف هذه السيدة الستينية طالبة عدم ذكر اسمها الحقيقي وعدم تصوير وجهها "بعد ثلاثة ايام اتصلوا بي وطلبوا مني ان اذهب الى المشفى الوطني لاستلامه، ففهمت انه قضى". وتتابع ام حسن "في احد البرادات، بين الجثث المكدسة، كانت جثة ابني الاقرب الى باب البراد، وفي رأسه اثر طلقة رصاص. عندما رأيت الجثة، لم اعد استطيع الوقوف على قدمي".
وتؤكد ام حسن ان ابنها البالغ من العمر 31 عاما "كان عريسا جديدا، ولا علاقة له بأي نشاط معارض"، وان عائلات كثيرة في المدينة فقدت ابناءها من دون معرفة السبب. قبل اربعة ايام، قررت ام حسن الخروج من تلبيسة الى لبنان مع افراد عائلتها الآخرين بسبب صعوبة الوضع في المدينة.
وتقول "الوضع صعب جدا، قصف يومي، والامن يداهم منازل عديدة. احرقوا بعض البيوت، وحطموا مححتويات بعضها الآخر او سرقوها... لقد فقدت ابنا رحمه الله، ولا اريد ان افقد آخر". وخرج افراد العائلة "بالثياب التي كنا نلبسها، لاننا كنا نريد ان نتحرك بسرعة وخفة". وساروا على الاقدام الى خارج المدينة حيث كانت بانتظاهرهم سيارة اجرة نقلتهم الى الحدود اللبنانية.
ويروي النازحون من تلبيسة ان الافران في المدينة تفتح ابوابها ساعتين صباحا فقط، فيما المدارس مقفلة، والمازوت مقطوع. وتقول ام حسن "عندما يعرف الناس ان هناك صهريج مازوت دخل الحي، يتهافتون ويقفون في طابور طويل لشراء بضعة لترات".
في منزل آخر قريب، يروي خالد (28 سنة، عامل) الذي انتقل قبل ايام الى لبنان، وهو من تلبيسة ايضا، ان احد اصدقائه اوقف على حاجز امني عندما كان معه، ولم يعرف عنه شيئا منذ ذلك الوقت. ويقول "منذ شهرين ونصف تقريبا، كنت مع صديق لي من بابا عمرو في السيارة. اوقفنا حاجز للامن، تركوني اذهب، وقالوا له انت من بابا عمرو انزل. اخذوا منه الهاتف الجوال وادخلوه الى المركز".
ويضيف "ذهبت الى العناصر وقلت لهم ماذا افعل؟ انتظره ام اذهب؟ قالوا اذهب انت وهو سنحوله الى فرع المخابرات، واذا لم يكن عليه شيء سنخلي سبيله". ويقول خالد "ما زال صديقي معتقلا منذ ذلك الوقت، ولا نعلم عنه اي شيء".
ويؤكد خالد ان عناصر الامن السوري يوقفون "الشباب اما لاشتباههم في انهم ناشطون او ليعرفوا منهم اسماء الناشطين. واذا كان الشاب المعتقل لا يعرف فعلا اي معلومات فقد لا يصدقونه ويقتلونه، وقد يصدقونه ويفرجون عنه. لا توجد قاعدة لهذا الامر". وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، انتقل الى لبنان في نهاية الاسبوع الماضي حوالى الفي نازح من سوريا، معظمهم من محافظة حمص (وسط) التي تشهد عمليات عسكرية واسعة.
ويقيم معظم النازحين الذين تقدر الامم المتحدة عددهم الاجمالي ب7058 شخصا، في منطقة وادي خالد في الشمال وفي بلدات وقرى في البقاع (شرق). وفي بيت مؤلف من غرفتين قرب بلدة الفاكهة في البقاع، يقيم محمد (30 عاما) وعائلته المكونة من زوجته واولاده الثلاثة الى جانب ثلاث عائلات اخرى. وقد هرب محمد من حي باب عمرو في حمص "قبل سقوطه" بيد القوات النظامية الخميس الماضي.
في بابا عمرو، يروي محمد "كنا نلجأ الى قبو واسع في المبنى الذي نقيم فيه للاحتماء من القصف"، مضيفا ان "طفلا في الشهر الثالث او الرابع من عمره توفي في القبو معنا بسبب سوء التغذية". ويتابع "لم يعد يوجد في الحي اي محل لبيع المواد الغذائية، والجيش ضرب خزانات المياه".
ويقول محمد "في الايام الاخيرة لوجودنا في الحي، اصيب منزل امي العجوز بقذيفة في الصباح، ولم نتمكن من اخراجها من البيت الا مساء بسبب القصف والقنص، لكن الحمد لله كانت اصابتها طفيفة".
ويروي محمد ان احياء بابا عمرو اصبحت في الايام الاخيرة مقفرة، وان الاجتماع الوحيد لاهالي الحي كان في صلاة الجمعة "رغم العدد القليل بسبب القصف المتواصل".
مختار الساتي; توقيع العضو | |
|
|