حضر 12 متفرجا فقط الخميس 23 فبراير/شباط في بلجراد العرض الأول للفيلم الذي أخرجته الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي حول العنف الذي تعرضت له النساء خلال حرب البوسنة (1992-1995) والذي اعتبره المعلقون الصرب "منحازا" وفق ما ذكرت الصحف المحلية. وخلافا للشائعات التي سرت في الآونة الأخيرة في الصحف العالمية فإن فيلم "في بلاد الدم والعسل" لم يُمنع في صربيا؛ إلا أنه استقطب حفنة من الفضوليين فقط.
ويروي الفيلم علاقة عاطفية بين امرأة مسلمة ورجل صربي يجدان نفسيهما في معسكرين متحاربين بعد اندلاع النزاع.
وقد بدأ عرض الفيلم قبل أسبوع في سراييفو أمام خمسة آلاف شخص تجمعوا في قاعة رياضية بحضور النجمة وشريكها براد بيت، وقد وقف لهما الحضور مصفقا في ختام العرض؛ إلا أنه لم يُثر إلا اهتماما ضئيلا جدا في صربيا. بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ومن أصل 12 متفرجا "غادر أشخاص عدة القاعة قبل النهاية"، وفق ما أفاد موقع الأخبار الصربي "موندو".
واكتفى رجل مسن بقي حتى نهاية الفيلم بالقول: "أعرف أفضل من أي شخص آخر ما حصل هناك".
وقالت خبيرة اقتصاد متقاعدة، كانت الأخيرة التي غادرت القاعة: "كنت أخشى هذا الفيلم.. لكن علينا أن ندرك أننا الأشرار تماما، كما سيبقى الألمان على الدوام الأشرار بالنسبة لي"، في إشارة إلى ألمانيا النازية.
وفي الصحف المحلية؛ أدان المسؤول في أكاديمية الفيلم في بلجراد ميركو بيوكوفيتش الفيلم بدعوى أنه "منحاز" ويظهر "المسلمين (البوسنيين) على أنهم متمدنون، والصرب على أنهم فلاحون وحوش".
وصورت أنجلينا جولي الفيلم في عام 2010 مع ممثلين من يوغوسلافيا السابقة، وقد أشادت جمعيات مسلمة لضحايا النزاع البوسني بالفيلم، فيما اعتبرته المنظمات الصربية "مناهضا للصرب".
وأدت الحرب البوسنية إلى سقوط نحو مئة ألف قتيل، وتعرض نحو 20 ألف امرأة -غالبيتهن من المسلمات وفق منظمات محلية- لاعتداءات جنسية خلال النزاع.