مختار الساتي عضو مبدع
العمر : 56 عدد المساهمات : 1921
اعلان ممول
| موضوع: "الظاهرة البوعزيزية" بصيغة أوروبيّة احتجاجاَ على أوضاع اجتماعيّة الثلاثاء فبراير 21, 2012 10:46 pm | |
|
إحراق الذات في أوروبا أيضاً باريس: "الظاهرة البوعزيزية" لم يقتصر انتقال عدواها فقط نحو عدد من البلدان العربية، بل شهدت كذلك بعض البلدان الأوربية احتجاجات شعبية، مستوحية من التجربة نفسها منهجيتها في رفض أو التنديد بواقع اجتماعي معين، وإن كان بملامح تختلف تماما عما شهدته وتشهده دول مغاربية و عربية.
وبحسب عالم الاجتماع محمد مريزقة، فأن مسألة اعتبار إحراق الذات كوسيلة للاحتجاج هي بدورها انتشرت و مست مناطق أخرى من العالم كوسيلة لمناهضة الأنظمة القائمة.
وصرح مريزقة لـ"يلاف" ان الطريقة التي استعملها البوعزيزي في تونس، ونتائج فعله، وتوسع التمرد، وانتشار ذلك إعلاميا، ساهم بالتأكيد في كل بقاع العالم في ظهور حركات ذات طبيعة مطلبية بخصوص ما هو اقتصادي و اجتماعي".
وأكد ان "حركة الاحتجاجات التي تعرفها بعض البلدان كما هو شأن اسبانيا والولايات المتحدة لها تشابهات مع تلك التي يشهدها العالم العربي والتي يعتبر فعل البوعزيزي أحد العناصر التي حركتها".
وربط المختص في علم الاجتماع ظهور "حركة "الغاضبين" في أوروبا، وبالخصوص في اسبانيا، بالوضعية الاقتصادية الكارثية لهذا البلد، وتصاعد البطالة والحاجة وتهميش العديد من الفئات الشعبية التي وجدت نفسها ضحية المضاربات..."
وأضاف: "أن حركة (احتلوا وول ستريت) لها رمزيتها الخاصة كذلك لأنها تمس القوة الأولى عالميا و تتمركز حول إحدى أكبر المؤسسات المالية "وول ستريت""، إلا أن حالة فردية على الطريقة البوعزيزية، تبين أنه ليس بإمكانها أن تحدث نفس الآثار التي أحدثتها في تونس".
فرهان نشطاء هذه الدول بحسب قراءة مريزقة، مبني أساسا على نسبة المشاركين، أي ما هو "جماعي" ويلعب دورا رمزيا واستراتيجيا".
حالة البوعزيزي حالة خاصة
بحسب مريزقة، حالة بوعزيزي "حالة خاصة، فهي كانت نتيجة اليأس الذي أصاب شابا، بائع متجول، ضحية الحاجة والإذلال وكذلك يكشف الوضعية الاقتصادية الصعبة التي يعيشها آلاف الشباب التونسي..."
ويتابع: "أن عملية البوعزيزي ليس هي في حد ذاتها من حركت الاحتجاجات في تونس، لأنه هو بنفسه لم يكن يتصور أن عمليته ستغير تاريخ البلد، وإنما ردود الفعل التي خلقتها في تونس اعطتها معناها وبعدا في المنطقة والعالم".
ورأى مزيرقة "أن عملية حرق الذات انتقلت إلى بلدان عربية كالجزائر و المغرب إلا أنها لم تكن لها نفس الوقع على المجتمع كما حصل في تونس، وحتى الإطارات السياسية الدينية التي لها شعبيتها في هذين المجتمعين أدانته و قللت من قيمته كما حصل في المغرب من طرف حزب العدالة و التنمية".
واعتبر إحراق الذات "فعل يعكس يأس صاحبه لوضعية شخصية دراماتيكية والظلم، نجحت بالخصوص في تونس مع البوعزيزي بالنظر لنتائجها في إسقاط الديكتاتورية".
وشدد على ان ما نعرفه اليوم تحت مسمى "الربيع العربي" يظل في جميع الحالات "مرتبطاً باسم البوعزيزي، لكون الأحداث التي تلت فعلته نسجت من حوله صورة "البطل الوطني والشهيد الذي انتفض ضد الظلم على حساب حياته الخاصة".
انتحار "إرادي" و انتحار "الواجب"
ولفت الدكتور مريزقة إلى الحضارات الإنسانية القديمة وما عرفته من عمليات إحراق النفس وفق ما يقول عنه "طقوس خاصة" وتترجم هذه الممارسة "فكرة التضحية والتنقية والعبادة كذلك".
وأوضح "يجب التمييز بين من يضحي بحياته حرقاً من أجل قضية سياسية أو دينية والذي يقرر أن يضع حدا لها، لوقف نزيف الآلام التي يعاني منها، ولوضعية أصبح لا يقدر على تحملها".
وعدد أشكالا من أوجه الانتحار التي عرفت بها مجموعة من المجتمعات، ومن بينها "الكاميكاز" لقب الطيارين اليابانيين الذين اختاروا الموت لوقف زحف السفن الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية، تشكل بأكملها "حالات انتحار تملى انطلاقا من إرادة شخصية أو من واجب" يعتقده المنتحر ديني أو عسكري.
وبيّن ان "حالة الانتحار الأكثر شيوعا هي"الانتحارالإرادي لأسباب سوسيولوجية، نفسية، أو اقتصادية، ففي فرنسا مثلا معدل الانتحار لاسيما لدى الشباب بلغ مستويات مقلقة.5،5 بالمائة".
وسجلت فرنسا "سنة 2009 عشرة آلاف و أربعمائة و أربع ستين حالة انتحار، استعملت فيها عدد من طرق الشنق، إطلاق النار،أدوية و طرق أخرى، وبالنسبة لحرق الذات تبقى قليلة منها إقدام مدرسة على حرق نفسها وسط ساحة ثانوية".
و كانت فرنسا شهدت محاولة انتحار عن طريق إضرام النار في الأيام الأخيرة أقدم عليها عامل أحد المحلات التجارية الكبرى احتج من خلالها على مضايقات أحد رؤسائه ضده.
واسبانيا بدورها عرفت مؤخراً حالة مماثلة إلا أن صاحبها فارق الحياة، بعد ان وجد نفسه عاطلاً عن العمل، والداعي نفسه كان وراء انتحار زوجين إيطاليين عن طريق إضرام النار في جسديهما عندما فقدا مسكنهما بسبب ثقل الديون المتراكمة عليهما.
مختار الساتي; توقيع العضو | |
|
|