لم يدر بخلد شاخوان وهو الشاب الذي فقد عائلته المؤلفة من أربعة أفراد نتيجة حادث سير مروع وقع قبل عام أن يكون هو الناجي الوحيد بين أسرته، وكاد يلقى حتفه لولا تفضيله المكوث في المنزل، وان يكون المتسبب بوفاة عائلته "شخصا مجهولاً".
وحينما سئل شاخوان الثلاثيني عن رأيه بحوادث السير التي تشهدها اربيل وعموم محافظات كوردستان يقول وهو يحاول أن يشيح بوجهه بعيدا وبصوت يكسوه الألم والحزن "إنهم يموتون بنفس العدد الذي يموت فيه إخواننا في بغداد، وهناك فرق، ففي كوردستان (يموت الناس) في حوادث مرورية وفي العراق على يد إرهابيين".
شاخوان أو هكذا أراد أن يلقب هو من أبناء اربيل عاصمة إقليم كوردستان وهي المدينة التي سجلت مقتل 8883 شخصا في حوادث سير وقعت خلال العام 2010 ونحو ألف قتيل خلال 2011.
وتعد محافظات الإقليم من أكثر المحافظات من حيث عدد ضحايا حوادث المرور، حيث أن عدد السيارات في مجمل المحافظات الثلاث يقترب من نصف مليون سيارة، منها أكثر من 300 ألف سيارة أجرة والشاحنات الصغيرة والكبيرة.
وساهم الانتعاش الاقتصادي وسماح الحكومة بدخول السيارات إلى الإقليم عبر شركات الاستيراد الخاصة، في تفاقم الازدحام المروري بمدن الإقليم مما زاد من حوادث المرور بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة.
ويعيش أكثر من أربعة ملايين نسمة في الإقليم حيث تكثر المناطق الجبلية والمنحدرات الوعرة.
ويقول شاخوان وهو يدخن سيجارة (روث مان) موشكةً على الوصول لعقبها "مع الأسف سنة بعد سنة بل يوم بعد يوم يقتل العشرات بيد هذا المجهول".
وتساءل بدهشة قبل محاولته إبعاد الدخان المتصاعد من سيجارته "لماذا لم تضع الحكومة حلا لهذا الأمر؟"
ويتحدث شاخوان لـ"شفق نيوز"، عن الأسباب محاولا الجلوس على مقعد بلاستيكي "هناك أسباب عديدة أهمها الكندلة (الفساد الإداري) طبعا تمنح الإجازات إلى السواق بكل سهولة، لا توجد ضوابط، السائق الثمل يقود سيارة والذي يتكلم بالموبايل وحتى الذي يأكل، فبربك في أي مكان يحدث هذا ولا تحصل حوادث؟"
ويضيف وهو يفؤك يديه متحسسا راحتهما وتظهر عليه علامات الحسرة "مثلا بالنسبة لعائلتي لم نستطع القبض على المسؤول، هل كان سكرانا؟ لا نعرف، المهم هو تسبب في انقلاب سيارة والدي وفر هاربا، هذا يعني القضية سجلت ضد مجهول".
"ليس هذا الحادث حصل لنا فقط، هناك العشرات من الحوادث المماثلة حصلت ولكن أين لكاميرات (لمراقبة سرعة السيارات)، أين الضوابط، أين المفارز (المرورية)" كما تحدث بذلك شاخوان ساردا أسباب تضاعف الحوادث المرورية.
وتزدحم شوارع مدن إقليم كوردستان خصوصا مثل اربيل والسليمانية ودهوك، بالسيارات الحديثة التي يقودها شبان في مقتبل العمر.
ويعتقد شاخوان شأنه شأن الكثير من الكورد أن الإجراءات المرورية في كوردستان لم تصل بعد إلى تلك التي تطبق في الدول الأوروبية ولن تتهاون مع المخالفين.
واستأنف شاخوان حديثه بعدما ظل ساكتا لثوان "ما دامت نسبة الحوادث تتصاعد فهذا يعني أن اربيل أو كوردستان سنراه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، أنا أخشى من الأيام القادمة".
ويقول المدير العام لشرطة مرور إقليم كوردستان اللواء رزكار علي عزيز إن عدد الحوادث المرورية في الإقليم ازداد في صيف العام الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، إلا أن عدد الضحايا انخفض مقارنة مع عدد الحوادث.
وتقول مديرية مرور الإقليم إن حدوث 80 في المائة من تلك الحوادث ناتج عن عدم التزام السائقين بالضوابط والقواعد المرورية.
وتنتشر في شوارع اربيل كاميرات يضعها أفراد من شرطة المرور على الأرصفة لرصد السيارات التي تتجاوز السرعة المحددة لكل شارع.
وتبدأ الغرامات المرورية للمخالفين من 30 ألف دينار وتتضاعف حسب نوعية المخالفة وفق مرور إقليم كوردستان.
ويقول شاخوان "لا تتحدث عن المخالفات، لان السواق لا يكترثون لأمرها، هناك أناس اعرفهم لديهم غرامات تجاوزت المليون، ولكن هل هذا حل؟"
وتقول مديرية المرور إن غالبية المخالفات تصدر عن سائقي السيارات بحدود محافظة السليمانية، يليهم سائقو المركبات في محافظة اربيل ثم دهوك، وان نسبة 80-85% من المخالفات تمت في الطرق الخارجية للمدن وتسببت بوفيات أو إصابات خطرة.
ويرى العميد قادر صديق مدير قسم العلاقات في مديرية مرور كوردستان أن الكاميرات المراقبة المرورية الموجودة في شوارع الإقليم دورا بارزا وفعالا في تقليل وقوع الحوادث المرورية والمخالفات، وكذلك في تخفيف سرعة السواق.
وتقول السلطات المختصة إن الحوادث المرورية انخفضت بعد أن شرعت بوضع كاميرات المراقبة وأجهزة الرادار التي ترصد المخالفات.
وتقول سوزان جبار وهي معلمة فقدت زوجها العام الماضي بحادث سير بين كركوك واربيل "لا اعرف أن اعبر شيئا سوى أن أقول إن مرور كوردستان لا تهمه حياة الناس فقط الأموال، والكاميرات التي وضعها من اجل الأموال، لاشيء هنا لمصلحة الناس".
وتصيف جبار التي لا زالت تتشح بالسواد "الحادث الذي قتل فيه زوجي قتل فيه المخالف أيضا، لم تحرك مديرية المرور ساكنا".
وتسرح جبار بفكرها وتقول لـ"شفق نيوز" إن "مثل ما قلت لك، المرور تريد الأموال لا تريد حياة الناس، بالعكس، كلما زاد عدد الحوادث كلما أصبح الدخل المادي جيدا".
وأصدرت رئاسة إقليم كوردستان العام الماضي قراراً أوصت فيه مجلس الوزراء في الإقليم بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب ارتفاع نسب حوادث المرور في الإقليم من اجل العمل على تقليلها.
وتضيف المعلمة العشرينية بشيء من الحدة "لو تم تشكيل مئة لجنة فان القتلى بسبب سكر ورعونة بعض السائقين ستحصد أرواح الأبرياء للأسف".
ويحاول المسؤولون في كوردستان الاعتماد على المعايير الدولية عند تنفيذ مشاريع المرور وبتشديد الإجراءات الرقابية على النظام المروري إلى جانب مراجعة القوانين والتعليمات الخاصة بالمرور.
مختار الساتي; توقيع العضو
piano player مدير الموقع
عدد المساهمات : 2608
اعلان ممول
موضوع: رد: "مجهول" يقتل العشرات سنوياً باربيل وتوقع بدخوله "غينيس" الأحد فبراير 19, 2012 6:10 am
قلة الوعي الذي تمنحه الحكومة للسائقين هو سبب رئيسي للحوادث
كما لا يوجد مراقبة على السرعة على الطرق الخارجية .
شكراً مختار الساتي على الخبر .
piano player; توقيع العضو
(ܠܗܢܐ ܐܠܣܐܬܝ)LONA عضوة ادارية
العمر : 34
عدد المساهمات : 2202
اعلان ممول
موضوع: رد: "مجهول" يقتل العشرات سنوياً باربيل وتوقع بدخوله "غينيس" الأحد فبراير 19, 2012 10:58 am
استعادة كلمة المرور
أفضل 20عضو
أفضل اعضاء اليوم
جديد المواضيع
الدردشة
حذف الكويكز
