كشفت مصادر بريطانية، الاحد، عن معلومات جديدة تتعلق بنشر أكثر من 400 الف وثيقة سرية عن العراق، بشأن الطريقة التي جرت بها ادارة الحرب التي اسقطت نظام صدام حسين، وما اعقب ذلك، معززة تلك المعلومات بتصريحات واحاديث لعدد من خبراء القانون الدولي والسياسة والشؤون العسكرية والامن القومي.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها عن العراق، وجهة نظر الخبراء بشأن وثائق البنتاغون التي نشرت على موقع "ويكيليكس" اذ اتفقوا على ان "هذه الوثائق لا تكشف فقط أساليب العنف والتعذيب التي أعقبت غزو العراق، لكنها أيضا تدل على الاستقرار غير المتوازن للعراق".
ولفت أستاذ القانون الدولي في جامعة لندن توبي دودج إلى أن "سجلات الحرب تؤكد ما عاناه العراقيون على مدى سبع سنوات"، مرجعا ًعدم اكتراث العراقيين الى إنه "على الرغم من الجدل السياسي الكبير الذي أثارته هذه الوثائق، إلا أنها لم تنجح في إشعال الغضب الشعبي، اذ اعتاد الشعب العراقي العيش في مناخ غير مستقر وفي أجواء الحرب الأهلية وسوء المعاملة من المليشيات أو الشرطة والجيش منذ العام 2003".
أما الخبير في الشؤون العسكرية الباحث انتوني كوردسمان فقد نقل عنه قوله، ان "المواطنين الأمريكيين يهتمون بمثل هذه الوثائق لانهم يتابعون كل ما فعله الجيش الامريكي داخل العراق وأثناء مغادرته"، مؤكدا على ان "البنتاغون تعامل مع عدد كبير من القضايا التي أثيرت خلال الحرب".
واشار الى ان "مثل هذه الوثائق لن تغير في المفاهيم والمصطلحات الأمريكية، لكنها تثير بعض المخاوف من تسريب معلومات بهذه السرّية".
وعدّ فيليب ساندز، وهو مؤلف كتاب "فريق التعذيب" الوثائق انها "مقلقة للغاية ويجب التدقيق بها".
ورأى ان "مضمون هذه الوثائق لا يبدو مستغرباً خصوصا أن جميعنا يعلم الطرق التي تدار بها الحرب، كما يعلم جميعنا السبل التي تتبعها إدارة جورج بوش من أعمال عسكرية عدائية"، معبرا عن اعتقاده من إن هذه الوثائق تظهر أن السياسية التي يتحرك بها الرئيس الامريكي باراك أوباما "ستفشل حيث ان هناك ضرورة لتطبيق قانون المحاسبة السليمة من قبل الولايات المتحدة لما حصل".
من جانبه قال المدير العام للأمن القومي في معهد التقدم الامريكي في واشنطن كين جود ان "نشر أكثر من 400 الف وثيقة سرية عن العراق أمر مثير للدهشة"، لافتا إلى أن هذه الوثائق "تشير إلى التناقض الكبير في قيادة الحكومات الأمريكية في بلد يعتز بوجود حرية تعبير وصحافة".
وعبر عن مخاوفه من إن "تسريب هذه المعلومات سيضعف ثقة الجمهور بالعمل الحكومي، إذ من المعروف أن هناك عددا من المعلومات والقرارات التي يجب أن تبقى غير معلنة، ولذا على إدارة أوباما العمل لاستعادة ثقة الجمهور".
يشار الى ان وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد الذي ادار العمليات العسكرية التي اسقطت النظام السابق في عام 2003 وجه انتقادات شديدة لزملائه في إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، مؤكدا أن وزير الخارجية حينها كولين باول، ومستشارة الأمن القومي حينها كوندليزا رايس "لم يتمتعا بالخبرة الكافية".
وبعد غياب دام سنوات عن الإعلام منذ استقالته من منصب وزير الدفاع عام 2006، أجرى رامسفيلد مقابلته التلفزيونية الأولى مع قناة "إي بي سي" الأمريكية للترويج لكتاب مذكراته "المعروف والمجهول". أقر فيها، أنه "بالتأكيد المعلومات الاستخبارية كانت خاطئة كليا".
وقال انه كان عليه "أن يستقيل" بعد فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب عام 2004.
واوضح رامسفيلد "كانت وصمة عار على بلدنا، التفكير في أن الناس التي احتجزناهم عوملوا بهذه الطريقة الشنيعة أمر غير مقبول".
واضاف رامسفيلد إنه قدم استقالته ذلك العام ولكن أقنعه البيت الأبيض بالبقاء في منصبه، في حين رفض رامسفيلد الاعتراف بأخطاء كبيرة في العراق أدت إلى انفلات أمني، كما يشير المراقبون الى سوء ادارة العقود في عهد الحاكم المؤقت بول بريمر وتبذير وضياع مليارات الدولارات من دون ان ينعكس ذلك على وضع الاعمار والبناء في العراق.