اعتبر نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك- الذي يواجه مساع لعزله من منصبه- أن استمرار الوضع الحالي في العراق سينقل "فايروس" الطائفية والتقسيم إلى عموم المنطقة، ناصحاً إيران بأن تترك فكرة "احتلال" العراق.
وينظر كثير من زعماء ائتلاف العراقية الذي يدعمه السنة ولاسيما المطلك إلى الدور الإيراني في العراق بريبة كما هو الحال بالنسبة لفصائل سنية مسلحة عدة ومنها تنظيم القاعدة.
وقال المطلك في تصريح صحفي اطلعت عليه "شفق نيوز"، السبت، إن "العملية السياسية التي ركبها الأمريكيون خطأ لأنها على أساس عرقي وطائفي، وستؤسس لقضية عنصرية وطائفية، ولن تتيح للبلد مجالاً للاستقرار".
وأوضح المطلك ان "رئيس الوزراء (نوري المالكي) يقمع معارضيه من السنة والشيعة، لأنه القائد العام للقوات المسلحة (..) لكن ما لا يدركه هو أنه قائد عام وليس قائداً عاماً كديكتاتور، فاليوم يوجد قائد عام لكن لا توجد قيادة عامة".
وبين المطلك ان المالكي "يشن حرباً على كل وطني في العراق، وعلى كل من لا يريد أن يكون العراق تابعاً لايران، وكل من يريد استقلالية تامة للبلد، نعم السنة ربما مستهدفون أكثر من غيرهم، لكن هذا لا يعني أن الشيعة الوطنيين غير مستهدفين".
وأكد المطلك على ان "الامريكيين والإيرانيين أخطأوا خطأ فادحاً، واليوم أمامهم فرصة كي يبيضوا صورتهم في العالم، واذا استمر الأمر بهذه الطريقة بعد الانسحاب غير المسؤول فالصورة قاتمة ومظلمة وسيئة".
واوضح المطلك ان "ايران تريد موطئ قدم لها في العراق، والأمريكيون وصلوا الى قناعة بأن العراق لا يمكن أن يحتل، ونصيحتي للإيرانيين ايضاً أن العراق لا يمكن أن يحتل".
ودعا المطلك الإيرانيين الى "ترك فكرة الاحتلال وأن لا يتم التركيز على المالكي ودعمه بهذه الطريقة، لأن بقاءه يعني تقسيم العراق، ولا أعتقد بأن من مصلحتها أن يكون جارها ضعيفاً وفيه احتراب داخلي، لأن الموضوع الطائفي بالذات سينعكس عليها لاحقاً".
وطالب المطلك "العرب والعالم والولايات المتحدة بأن يفهموا أن الوضع في العراق أخطر من الوضع في سوريا، وأن الديكتاتورية في العراق هي أكثر من الديكتاتورية في سوريا (بقيادة بشار الاسد)، والقمع في العراق أكثر من القمع في سوريا، وعدم رضا الشعب عن الحكومة في العراق أكثر مما هو في سوريا".
واشار المطلك الى ان "التركيز على سوريا بهذه الطريقة، والابتعاد عن الملف العراقي فيه عدم رؤية واضحة، والدول العربية مع السياسة الأمريكية الى حد كبير، لكن سيكتشفون في يوم ما أن هذا الأمر كان خطأ، وأن الهرولة وراء المشاريع الأمريكية غير صحيحة".
وتابع قائلا "لدينا تجربة في ما حدث في العراق عندما هرول العرب خلف الأمريكيين لاحتلال بلد وتدميره، وكان العراق يمثل نموذجاً للاستقرار وللتنمية بشكل كبير لولا ظروف الحصار ولولا أيضاً أخطاء النظام السابق (الذي يترأسه صدام حسين) في الحروب التي حصلت مع بعض دول الجوار".
وكان نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك قد وجه رسائل الى دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا وإيران والعرب، في الدوحة التي زارها في اطار جولة شملت عدداً من دول المنطقة.
مختار الساتي; توقيع العضو |
|