دفعت ظروف العيش القاسية امرأة من مدينة العمارة، فقدت زوجها، إلى بيع اثنتين من بناتها الستة، وهن لم يتجاوزن الاثني عشر عاماً، مقابل مبلغ بخس لا يتجاوز المليون دينار لكل واحدة منهنما، فيما تنتظر البنت الثالثة دورها، لبناء غرفة تسكن فيها هي وأطفالها الآخرون.
الأرملة التي رفضت الكشف عن أسمها والبالغة من العمر ستين عاماً، فقدت زوجها بعد أن نخره المرض، وهي مجبرة على إعالة أطفال رغم أنها لا تملك فلسا واحدا ولا حتى غرفة تنام تحت سقفها.
وبعد أن طرقت هذه الأرملة جميع الأبواب من حولها، بما في ذلك الأقارب، دون جدوى، روت لمراسل إذاعة (العراق الحر) قصتها قائلة إنها فقدت زوجها بعد إصابته بمرض خبيث لتجد نفسها مجبرة على إعالة ست بنات، وهي لا تملك شيئا على الإطلاق ولا تستطيع العمل، ما اضطرها إلى بيع اثنتين من بناتها، واحدة مقابل 800 ألف دينار والأخرى مقابل مليون.
من اشترى الفتاتين تزوجاهما رغم أن إحداهن في الحادية عشرة من العمر، والثانية في الثانية عشرة ولم تبلغا بعد السن القانوني، حسب قول الأرملة التي روت قصتها وهي تبكي، مؤكدة إنها اضطرت إلى ذلك لأنها لا تستطيع توفير أي شيء لهن.
وتابعت الأم والدموع تنهمر من عينيها ألما لما أصاب عائلتها، حيث قالت إن ابنتها الثالثة ستلتحق بركب شقيقتيها حيث ستضطر إلى بيعها بمبلغ مليون دينار.
البنت التي تنتظر دورها كانت موافقة على صفقة البيع، لأن ظروف أمها وعائلتها سيئة للغاية. وبسبب عدم امتلاك العائلة المعدمة لأوراق رسمية، فأنها لم تشمل برواتب الرعاية الاجتماعية، كما لم يسجل أي من أطفالها في المدارس.
وناشدت الأم القادرين على مساعدتها بمد يد العون من اجل بناء غرفة تحتضن عائلتها وأطفالها القاصرين إلى جانب شمولهم بالرعاية الاجتماعية.
وقالت "لا أريد قصرا فارها أريد غرفة أعيش تحت سقفها لا غير".
وقد لا يختلف حال هذه العائلة، عن حال أسر أخرى، تعاني من ظروف معيشية قاسية ولا تملك حتى مكانا للسكن.
فمن ينصف كرامة هؤلاء المعدمين؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة "طريق الشعب" ص1
الخميس 26/1/2012
مختار الساتي; توقيع العضو |
|