كان هنالك شاب وفتاه كلاهما في مقتبل العمر , يعشقان بعض حد الجنون , ويحبان بعض منذ الصغر

مرت السنين وحبهم لاتزعزه الاحداث ولايهتز ابدا ثابت كثبوت الجبال , لايسعد احدهما بيومه حتى يرى ابتسامة الاخر وضحكته

غادر الشاب بحثا عن الرزق املا ان يعود بعد ذالك ويتزوج ممن عشقها حد الثمالة , مرت الايام والشهور , حتى حصل مالم يكن بالحسبان ففي احدى الليالي مرضت الفتاة مرضا شديدا اصابها في عينيها , ففقدت البصر ولم تعد ترى نهائيا , وبعد مداولات مع الاطباء اوضحوا لوالديها انهم يجب ان يستأصلوا عينيها من مكانهما لأنهما يشكلان خطرا على باقي جسمها , وان علاجها الوحيد من آلامها هو استأصال عينيها , اخيرا وافق الوالدان ووافقت الفتاه كذالك رغما عنهم

غير ان حبيبها لايدري بخبر فقدان حبيبته عينيها , وعند عودته وجد حبيبته جالسة والنظارة السوداء ذات الاطار العريض على عينيها , استقبلته بابتسامه وهي تخفي وراءها حملا ثقيلا , كان يكلمها وهو في قمة السعادة عن ماجمعه من مال , وعن شوقه الشديد لموعد الزواج

لقد فقدت بصري , خرجت تك العبارة من فم الفتاه تشق جدار صمتها , وقامت بنزع النظارة عن وجهها , وقف الشاب مذهولا لايصدق مايرى , قام من مكانه وراح يجري , هربا منها , صدمت الفتاه من رد حبيبها الذي لم تتصور ان يكون بهذه القسوة ابدا
وكأنه ليس بحبيبها الذي عرفته , مرت الايام وهي تبكي من هذه الصدمة القاسية جدا , بل اقسى من خبر فقدها عينيها , مرت الايام

حتى جاءها خبر من طبيبها الذي يشرف عليها انه وجد من يتبرع لها بعينيه فرحت الفتاه اشد الفرح , واتفقوا على موعد اجراء العمليه , اجرت الفتاه العمليه ونجحت نجاحا مبهرا واصبحت ترى كما كانت , وبعد فترة من الزمن قابلت الفتاه

حبيبها (السابق) في احد الاماكن العامه فوجدت نفسها تصرخ لا اراديا فيها , ايها الخائن , ايها الجبان كيف تتركني هكذا في محنتي , اين حبك الذي كنت تزعم , اين مشاعرك التي كنت تحدثني عنها دائما , لماذا هربت , انني اشفق على نفسي أن احببت شخصا حقيرا مثلك , اخيرا التفت الشاب وخلع نظارته ,كانت المفاجأه , الفتى صاراعمى , وقال لها بالحرف الواحد , لقدكنت اقول لكي في الايام الخوالي , لوطلبتي عيني لأعطيتكي اياها , ولقد اوفيت بوعدي , وقفت الفتاه مشدودة من هول الصدمه , استدار الفتى ولبس نظارته ورحل

منقوووووووووووووووووووول