†♥♫ نورا ♫♥† مديرة العامة
عدد المساهمات : 3118
اعلان ممول
| موضوع: بغداد تشيع شيخ نحاتيها محمد غني حكمت الجمعة سبتمبر 16, 2011 4:03 am | |
|
شيعت بغداد أمس الخميس جنازة نحاتها الراحل محمد غني حكمت، وهو تشييع
أمتد بين عاصمتين، من العاصمة الأردنية عمان التي توفي فيها إلى العاصمة العراقية بغداد التي يوارى جثمانه في ثراها.
وأبتدأ التشييع في عمان بمسيرة لحشد كبير من محبي الفنان، أنطلقت قرب السفارة العراقية التي أقامت أيضا مجلس عزاء له في بهوها، ثم نقل جثمانه ملفوفا بالعلم العراقي في موكب شعبي إلى مطار العاصمة الأردنية لينقل إلى بغداد ظهر الخميس .
وفي بغداد أنطلقت فعاليات التشييع من نقابة الفنانين العراقيين بإتجاه مقبرة الكرخ التي سيدفن فيها بناء على وصيته وقد أعلنت أمانة العاصمة العراقية تبنيها لتشييع شيخ النحاتين العراقيين الذي زينت نصبه وتماثيله وتصميماته شوارعها وساحاتها ، وأعلن عن مجلس عزاء له بالقرب نصب شهير له وسط العاصمة العراقية . يعد محمد غني حكمت من أبرز النحاتين في العالم العربي وآخر من بقي من جيل وضع أسس النحت العراقي المعاصر إلى جانب رواد مثل جواد سليم وخالد الرحال وباتت نصبه وتماثيله من علامات بغداد في العقود الخمسة الاخيرة، كما هي الحال مع تمثال شهريار وشهرزاد، أو (كهرمانة) علي بابا والأربعين حرامي الذي أخذت الساحة التي نصب فيها وسط بغداد أسمها من شخصيته الرئيسية ، وحمورابي، ونصب السندباد البحريّ في مدخل فندق الرشيد .
عرف عن محمد غني حكمت إهتمامه بالحكاية وفي النصوص الأدبية، لذا نرى أن معظم منحوتاته تحاول أن تحكي حكاية من التراث وتحاول إستلهام مفرداتها (شهريار وشهرزاد،السندباد، كهرمانهة.. الخ)...ولعل تمثال المتنبي الذي أزيل من مكانه قرب المكتبة الوطنية وسط بغداد يمثل إحدى أبرز تجاربه النحتية وأحبها إلى قلبه كما ذكر في إحدى مقابلاته الصحفية.
ومن أعماله الأخرى في العراق 14 لوحة جدارية في إحدى كنائس بغداد تمثل درب الآلام للسيد المسيح أما أعماله المعروفة خارج العراق فهى قيامه بنحت جدارية فنية في البوابة الرئيسية لمبنى منظمة اليونسكو بباريس عام 1986، ونحته لثلاث بوابات خشبية في كنيسة "تيستا دي ليبرا" في روما ... كما كانت له أعماله في البلدان العربية كما هي الحال مع جدارية الثورة العربية الكبرى في العاصمة الأردنية عمان وعدد من الأعمال في دول الخليج، منها خمسة أبواب لمسجد قديم في البحرين .
وولد حكمت في بغداد عام 1929، وتخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1953، حصل على دبلوم النحت من أكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1959، وعلى دبلوم في عمل الميداليات من مدرسة الزكا في روما أيضا عام 1957، وعلى شهادة اختصاص في صب البرونز من فلورنسا عام 1961.
تتلمذ في بداية حياته على يد رائد النحت العراقي جواد سليم، وواصل نهجه في محاولة بناء حداثة فنية في العراق تستلهم الموروث الحضاري الرافديني القديم، بدءا من الفن السومري والبابلي والنحت الاشوري ووصولا الى الفن الاسلامي في بغداد العباسية.
لذا يصف حكمت نفسه في مقدمة كتاب له عام 1994 بقوله "من المحتمل أن أكون نسخة أخرى لروح نحات سومري، أو بابلي، أو آشوري، أو عباسي، كان يحب بلده " .
وقد عمل مساعدا لسليم في أنجاز نصبه الشهير في بغداد "نصب الحرية" عندما كان طالبا في روما أواخر الخمسينيات ومطلع الستينيات كما أشترك معه في أشهر جماعة فنية في العراق في الخمسينيات هي جماعة بغداد للفن الحديث التي ظل حكمت وفيا لتقاليدها في إبداعه اللاحق وتتلمذت على يديه أجيال من النحاتين العراقيين منذ عودته إلى العراق في الستينيات، حيث واصل التعليم في معهد وأكاديمية الفنون العراقية حتى سنواته الاخيرة . إلى جانب أعماله النحتية أهتم حكمت بتصميم ونحت الأبواب ومطارق الأبواب وأسوار البيوت والحدائق، وله إلى جانب بوابة اليونسكو نحو 70 بوابة في أنحاء مختلفة من العالم .
وعلى الرغم مما تعرض له الكثير من النصب والتمائيل التي أشتهرت فيها العاصمة العراقية من تدمير وسرقة بعضها بعد عام 2003 ، عادت أمانة العاصمة العراقية مؤخرا إلى الأتفاق مع الفنان محمد غني حكمت لإقامة أربعة نصب كبيرة في بغداد قدرت قيمة تنفيذها بمبلغ ثلاثة مليارات وتسعمائة وأربعة وخمسين مليون دينار .
أول تلك النصب نصب (بغداد) في ساحة الأندلس وهو عبارة عن فتاة تجلس على كرسي بالزي العربي القديم بارتفاع (3) أمتار تعتلي قاعدة توضع عليها كتابات عن المدينة بأرتفاع (10.5) مترا ليصل أرتفاع العمل بالكامل الى (13.5) مترا والثاني عمل مستوحى من حكاية "الفانوس السحري" ينفذ بجوار المسرح الوطنيّ ببغداد ، والثالث في صورة ختم أسطواني (على غرار الأختام الأسطوانية السومرية والبابلية ، كتبت عليه عبارة "هنا بدأت الكتابة" ويظهر وكأنه يوشك على السقوط وتتعاون 5 أياد على رفعه في إشارة إلى المكونات الأثنية والدينية العراقية والنصب الرابع هو نافورة مائية خط في محيطها بيت للشاعر العراقي مصطفى جمال الدين يقول "بغداد ما أشتبكت عليك الأعصرُ إلا ذوت ووريق عمرك أخضرُ"ومن المقرر أن يوضع النصب قرب مقهى «البيروتيّ» في جانب الكرخ من بغداد .
عانى حكمت في الأشهر الأخيرة من إصابته بعجز كلوي وظل يقاوم المرض حتى وفاته أثر إصابته بجلطة رافقها عجز كلوي تام الأثنين في عمان عن عمر يناهر الـ 82 عام - اقتباس :
- الى رحمة الله ...تحية احترام لروح فقيد الابداع العراقي
†♥♫ نورا ♫♥†; توقيع العضو | |
|
|