اعلن الجيش التركي الثلاثاء ان غاراته الجوية الاخيرة في شمال العراق "قضت" على 90 الى 100 متمرد كردي، في وقت طالب رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني انقرة ب"عدم تكرار مثل هذه الافعال".
وبعد توقف استمر اكثر من عام، استانفت تركيا في 17 اب/اغسطس القصف الجوي ضد المتمردين الاكراد في الجبال العراقية وذلك عقب هجوم لعناصر حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا عند الحدود اسفر عن مقتل تسعة عناصر امنيين اتراك.
وذكر بيان للجيش التركي نشر على موقعه الالكتروني ان الغارات ضد مواقع في شمال العراق "قضت" على 90 الى 100 متمرد كردي وجرحت 80 اخرين.
وهذه اول حصيلة يقدمها الجيش التركي عن غاراته ضد اهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني في الجبال العراقية. وتقدر تركيا عدد المتمردين الذين يختبئون في هذه المنطقة الخاضعة لادارة كردية عراقية بنحو الفي متمرد.
واشار البيان ايضا الى ضرب 14 منشأة وثمانية مخازن تموين ومخزن للذخائر وتسعة مدافع مضادات للصواريخ و18 كهفا و79 مخبأ خلال العمليات التي استهدفت في المجموع 132 موقعا "تم تحديدها بدقة بفضل تحليل لتجنب اصابة مناطق للمدنيين".
ولفت الجيش الى ان حصيلة الاهداف والضحايا موقتة وتم الحصول عليها بعد مهمات استطلاع جوية فوق المناطق التي يقصفها الطيران والمدفعية من تركيا.
وتابع الجيش ان الغارات ستستمر اذا احتاج الامر.
وكان متحدث باسم حزب العمال الكردستاني اعلن الاثنين ان ثلاثة من عناصر الحزب فقط قتلوا في بداية القصف التركي على شمال العراق.
وقال احمد دنيز لوكالة فرانس برس انه خلال الهجمات التي بدأت يوم الاربعاء الماضي "استشهد ثلاثة من عناصرنا في منطقة بهدينان في محافظة دهوك في الايام الاولى من القصف".
وحذر من انه "اذا استمرت تركيا في هجماتها، فسنتخذ قرارنا وسنعلن حينها الدخول في حرب معها".
وقد قتل الاحد سبعة مدنيين عراقيين في غارة شنتها طائرة تركية استهدفت سيارة في قرية كوتك في احدى ضواحي قلعة دزة الواقعة في محافظة السليمانية، بحسب ما اعلنت مصادر مسؤولة محلية.
واعرب رئيس اقليم كردستان العراق عن قلقه لمقتل المدنيين.
ونقل بيان رسمي صدر الاثنين عن مسعود بارزاني قوله انه "منذ عدة ايام والطائرات التركية تقوم بقصف مناطق في اقليم كردستان. ويوم الاحد استشهد سبعة مدنيين عزل من جراء ذلك القصف".
واضاف "اعرب عن قلقي لاستشهاد هؤلاء المدنيين العزل وادين هذا العمل واؤكد ان الحاق الضرر (البشري والمادي) بالمواطنين العزل لا يوجد له اي مبرر".
وطالب بارزاني تركيا ب"عدم تكرار مثل هذه الافعال".
وفيما لم تصدر الحكومة العراقية اي موقف رسمي من مسالة القصف، قال نائب رئيس مجلس النواب العراقي عاطف طيفور الاثنين "ندين بشدة القصف التركي بالطائرات الحربية للمناطق الحدودية والقرى الآمنة في اقليم كردستان العراق".
وراى ان "تلك الاعتداءات السافرة من دول الجوار لا تصب في مصلحة العراق ومحيطه الخارجي"، مطالبا الحكومة العراقية والمنظمات الدولية والولايات المتحدة بالتدخل لوقف القصف المدفعي والغارات.
وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حزب العمال الكردستاني تنظيما ارهابيا.
وحمل هذا الحزب السلاح ضد السلطة في انقرة في 1984، واسفر النزاع مذذاك عن مقتل 45 الف شخص بحسب ارقام رسمية.
ومنذ بداية تموز/يوليو الماضي، قتل حوالى اربعين جنديا وشرطيا تركيا في هجمات للحزب الكردي المتمرد.
وقد هاجمت صباح اليوم مجموعة من المسلحين الاكراد موقعا للشرطة التركية في ارغاني جنوب شرق تركيا، ما ادى الى مقتل جندي واصابة ثلاثة آخرين بجروح، بحسب ما افادت مصادر امنية محلية.
ودفعت هذه الهجمات الحكومة التركية الى اتباع استراتيجية اكثر حزما في تعاملها مع هذا الصراع، رغم مبادرة الانفتاح التي سبق ان اطلقها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في 2009.
وكانت الحكومة التركية اعلنت الاسبوع الماضي بداية "عهد جديد" في القتال ضد حزب العمال الكردستاني، مشيرة الى السماح بتكليف قوات خاصة من الجيش والشرطة محاربة المتمردين الاكراد.
ويقوم الجيش التركي منذ عام 1990 بعمليات توغل عسكرية في الاراضي العراقية بهدف ملاحقة المتمردين الاكراد.
†♥♫ نورا ♫♥†; توقيع العضو |
|