مظاهرات سابقة في العراق
مظاهرات سابقة في العراق
بغداد-ا ف ب
طالب مئات العراقيين الجمعة في بغداد ومدن اخرى عبر تظاهرات وخطب دينية بتحسين الخدمات خصوصا الكهرباء وتوفير البطاقة التموينية ومعالجة الفساد والبطالة التي يعاني منها قطاع كبير من ابناء البلاد.
ففي بغداد، تجمع المئات من مختلف اطياف المجتمع حاملين لافتات كتب على احداها "اين الكهرباء... اين الحصة التموينية؟" واخرى "حال العراق اليوم ..لا كهرباء لا ماء لا خبز"، وسار المتظاهرون في شارع المتنبي وسط هتافات "نفط الشعب للشعب مو للحرامية"، و"يا حكومة وين الحصة التموينية".
وقال محمد سالم (66 عاما) وهو موظف متقاعد "نطالب بتحسين الخدمات ورواتب المتقاعدين لازالة الفوراق الطبقية"، مؤكدا ان "هناك اناسا رواتبهم ملايين وآخرون دون خط الفقر".
وعلى وقع صيحات المتظاهرين قالت انعام وحيد، وهي امرأة اربعينية تعمل ممرضة، لوكالة فرانس برس "انتخبناهم ولم يفوا بوعودهم، لا كهرباء ولا شغل، ومعاناة الناس مستمرة"، واضافت انه يجب على المسؤولين "ان يحاسبوا ضمائرهم (...) ويلهم من غضب الشعب".
وفي مدينة الناصرية كبرى مدن محافظة ذي قار (جنوب ) تظاهر عشرات بينهم ممثلون عن قوى وطنية ووجهاء في ساحة الحبوبي وسط المدينة، مطالبين بتحسين البطاقة التموينية ومعالجة البطالة ووضع حد للفساد الاداري والمالي.
كما تظاهر عشرات من اهالي ناحية الشطرة، شمال مدينة الناصرية، مطالبين بتحسين الخدمات خصوصا الكهرباء وتأمين مواد البطاقة التموينية، وقال الاربعيني كاظم فرهود "نرفع اصواتنا بقوة لايصالها الى الحكومة عسى ان تتحرك لتحقيق مطالبنا بتحسين الخدمات والالتفات الى البطاقة التموينية".
مظاهرات في البصرة وواسط وكربلاء
وفي البصرة (550 كلم جنوب) خرج العشرات في تظاهرة تظامنا مع الشعب المصري و"معالجة البطالة وتحسين الخدمات وخصوصا الكهرباء"، وقالت الهام عبد (32 عاما) ان "مطالبنا تتركز على حق الحصول على عمل وتحسين الخدمات والكهرباء على وجه الخصوص".
بدوره قال حيدر علي (36 عاما) الموظف في موانىء البصرة "نتظاهر للتظامن مع الشعب المصري ولنطالب المسؤولين العراقيين بوضع حد للفساد الاداري والمالي لان الشعب العراقي بدأ يفقد صبره امام وعودهم الكاذبة".
وفي محافظة واسط (جنوب) خرج المئات من اهالي مدينة الحي (200 كلم جنوب) بينهم عدد كبير من عناصر الشرطة، للمطالبة باقالة المسؤولين المحليين ومعالجة البطالة وتوفير الحصة التموينية، وحمل المتظاهرون لافتات تقول احداها "توفير الحصة التمونينة واجب شرعي ووطني" وهتفوا "كلا كلا للصوص".
وقال علي حمزة (30 عاما) وهو موظف حكومي "نطالب باقالة المسؤولين المحليين وتحسين الخدمات ومعالجة البطالة التي يعاني منها اهل محافظة واسط".
بدوره، انتقد احمد الصافي ممثل المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني، بشدة الفساد ونقص البطاقة التموينية، وقال الصافي في خطبة الجمعة من صحن الامام الحسين في كربلاء (جنوب) "اعرض بعض اللوعة والألم ما يخص مسالة الأمر الحاضر الغائب وهي البطاقة التموينية والتي أصبحت حديث القاصي والداني ومشكلة معروفة في العراق (مثلها) مثل الخدمات والكهرباء"، مؤكدا ان "هناك حفنة من الناس تتاجر بقوت الشعب"
واضاف "على المسؤول ان يكون صريحا ...كلها عبارة عن عصابات تحاول ان تمتص قوت الناس، وليست هناك جرأة حقيقة على مكافحة هذا الداء"، وتابع "سنبقى نتحدث عن البطاقة حتى يتحسس المسؤول حجم الفساد"، مشددا على ان "تقارير هيئة النزاهة مرعبة بالفساد الاداري والمالي، ماهو الاجراء؟ لايوجد"، مؤكدا ان البلاد "بحاجة الى ارادة قوية لمحق هؤلاء ومحوهم من الاصل".
وكان رئيس هيئة النزاهة في العراق القاضي رحيم العكيلي قال لوكالة فرانس برس الاربعاء ان الوزراء العراقيين يفضلون التغطية على الفساد في وزارتهم على مكافحته، مؤكدا ان الفساد هو احد الابواب المهمة لتمويل الارهاب، وكانت منظمة الشفافية الدولية في تقريرها السنوي للعام 2010 صنفت العراق كرابع اكثر دولة فسادا في العالم.
من جانبه، قال صدر الدين القبانجي خطيب صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية وسط النجف (جنوب بغداد) انه "من المؤلم ان بعض المسؤولين يصفون هذه التظاهرات والغضب الشعبي لسوء الخدمات بانها تحمل اجندات خارجية او وراءها اسباب سياسية او بعثية".
ورفض القبانجي التهم، مبينا أن المجتجين اناس بسطاء يطالبون بتوفير ابسط الحقوق"، مخاطبا المسؤولين "قفوا مع الشعب واصلحوا الواقع وحاسبوا المفسدين"، واعتبر ان "تخصيص مبلغ 15 الف دينار بدلا عن الحصة اذلال واستخفاف بالعراقيين"، مشددا في الوقت عينه على ان "حتى هذا المبلغ الزهيد لن يصل الى الناس بسبب الفساد المالي والاداري".
وباتت التظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات ومعالجة الفساد، ظاهرة يومية في المدن العراقية، منذ انطلاق التظاهرات في مصر لاسقاط الرئيس حسني مبارك.