اعرب الممثل الاميركي جورج كلوني في مقابلة مع وكالة فرانس برس عن خشيته من عودة الحرب الاهلية بين جنوب السودان وشماله في وقت يصوت مواطنو الجنوب بحماسة في استفتاء تاريخي
حول استقلاله.
وقد وصل النجم الهوليوودي هذا الاسبوع الى جنوب السودان المنطقة الشاسعة الغنية بالموارد والفقيرة رغم ذلك التي تشهد الاحد استفتاء حول استقلالها قد يؤدي الى تقسيم اكبر دولة افريقية.وزار الممثل الشهير منطقة ابيي المتنازع عليها والواقعة عند الحدود بين الشمال والجنوب.
اتفاق السلام الذي وضع نهاية العام 2005 حدا لحرب اهلية استمرت اكثر من عقدين بين الشمال المسلم والعربي بالجزء الكبير منه، وبين الجنوب المسيحي الاقرب الى افريقيا السوداء كان ينص على استفتاء اخر لالحاق ابيي بشمال السودان او جنوبه.
الا ان الخلافات الكبيرة بين قبيلتين محليتين هما القبيلة الجنوبية دينكا مغوك والقبيلة العربية الشمالية المسيرية افشلتا هذا الاستفتاء. ويخشى البعض وبينهم جورج كلوني ان يتدهور الوضع الى حد يتقاتل فيه الشمال والجنوب مجددا.
وقال كلوني خلال مقابلة اجرته معه وكالة فرانس برس في جوبا عاصمة الجنوب "ثمة قبيلتان تتواجهان (..) في حال انفجر الوضع ودخل احد الجيشين (الجنوبي او الشمالي) الى (ابيي) سيقضي ذلك على اتفاق السلام وسنشهد حربا جيدة بين الشمال والجنوب".واضاف مازحا "الجميع متحمس (للاستفتاء) اما نحن فهنا لنثبط العزيمة". وكلوني من كبار الناشطين من اجل دارفور المنطقة الواقعة في غرب السودان والتي تشهد منذ سبع سنوات حربا اهلية معقدة وقاتلة.
وقد صدرت في حق الرئيس السوداني عمر البشير مذكرات توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ومجازر ابادة في دارفور.وردا على سؤال لمعرفة ما اذا يفضل لقاء الرئيس السوداني او التحدث اليه، قال كلوني انه يفضل دعوته الى منزله مع اعضاء في المحكمة الجنائية الدولية لتناول العشاء.وواضاف "عندها سنرى كيف تسير الامور. اتمنى ان يخرج من قوقعته".
وهل من مشروع فيلم حول السودان؟ رد الممثل النافذ في هوليوود انه من الصعب تعبئة اوساط السينما حول مسائل شائكة كهذه.واوضح كلوني "من الصعب انجاز فيلم ان لم يكن انتاجا ضخما تبلغ ميزانيته 200 مليون دولار وبالابعاد الثلاثة تدور احداثه في الفضاء (..) يحتاج المرء اولا الى سيناريو جيد وايجاد السيناريوهات الجيدة اصعب من ايجاد القضايا العادلة".واضاف "غالبا ما نتلقى سيناريوهات بشأن دارفور والرهانات في السودان لكن يجب ان تكون سيناريوهات جيدة، فلن تتوافر الا فرصة واحدة لا اكثر من اجل انجاز فيلم عن السودان".
وردا على الذين ينتقدونه على عمله الانساني يقول كلوني ان عليهم ان يقفوا جانبا.واوضح "اذا لم يعجبهم ما نحاول القيام به فانا لا ابه لذلك".واضاف "نحاول انقاذ بعض الارواح البشرية اذا نجحنا فهذا جيد وان لم ننجح نكون قد حاولنا. لا ارى عيبا في ذلك".