خبرة مع الصمت !!!
أكتب عن خبرة أسبوع عشتها في دير الراهبات (أخوات يسوع الصغيرات) عشتُ خبرة رائعة مع الصلوات والبخور المقدس والشموع الملونة التي أتحفت صلواتنا بالجمال!
خبرة الصمت تجاوزتني والهدوء كان سيد الموقف .... أسبوعا حافلاً مليئاً بروح الحياة المتجددة ... لحظة بلحظة مرت أيامي في الدير مع الصمت في قلب العالم بعيداً عن ضوضاء أعماقي ... بل خطفني الصمت والتأمل انخطافاً روحياً عميق...وهزني بقوة !
يا أصدقائي الأحباء .....
في باحة الصمت يختنق التعبير , وتعجز الكلمات عن إظهار ذاتها ... فا تنصهر أرواحنا في محبة الله خالقها وصانعها ...فتصبح اعترافاتنا خبرة إنسانية هائلة نعيشها في ضل ظروف ونداءات حقيقية ...
حقيقتاً عندما نترك المجال لمشيئة الله أن تعمل فينا ... يدخل فرح عميق لذواتنا ... فا يبُدد انقسامنا وتُعسفنا البشري ,,, فا يتحول الشك إلى يقين ...فا نغدواكثر إنسانية وأكثر عطاء ....
اجتذبني صمت الدير وهدوء عفويته ... وقد أشرقت وجوه الأخوات الراهبات عزتني وجوههم المشرقة كصبيحة الاعياد ... هن صورن لي صورة الله القريبة من خلال حبهم للحياة , وعلى اختلاف جنسياتهم وانتماء اوطانهم ولكنهم تبعن الرب يسوع وهن على ثقة بمعلمنا وسيدنا يسوع مزهدات بكل أمور الحياة وملذاتها اسوتاً برب الحياة يسوع المسيح .....
أما من ناحية الصلوات التي نسجت في إنسانيتي عروق جديدة تغذت بها أعماقي ,وذلك الصوت الخافت الذي كان ينبع من الأعماق في زحمة العالم !!! ورغم أن للعالم ضجيجه المفزع والذي رافقني لفترة طويلة ...الا أن الصلوات كانت مسموعة عند الرب رغم ذلك الضجيج ....
فقد استراحت أذناي وأحشائي في صمت الدير...وانخطفت روحي تبحث عن أجوبة لتسأولات عديدة ...أولها ملذي قادني للهدوء...ملذي يجعلني أنخطف من ذاتي يثيرني ويهزني ويغدق فرحه في عالمي الذي كان يفتقد للأمان قبل أوانه ؟!!!
لقد قابلت أشخاص اثارو في حياتي كا أمواج ثائرة
بعضهم أبكاني رغم صعوبة بكائي ...والبعض الأخر جعلوا من لحظاتي كلها ابتسامة .... وجدت الكل يؤمن بالله ...والذي لايؤمن بيه يبقى رغم ذلك محتاجا له !!!
حضرتُ قداديس رائعة ...ورتلت مدائح معطرة ... وصليت جاهدتا إلى ربنا الساكن في العلا كي لا أنسى احدهم
يا أصدقائي الأحباء تذكرتكم جميعاً بصلواتي وفرحي الذي غمرني شاكرتاً الرب على عطاياه ومحبته فأنا أمته المتواضعة في حضرته البهية ...
لا أنكر بعض اللحظات من القلق ... وبعضها من الاشتياق ...ولكن في خبرة الصمت تعلمت أكثر الأشياء قدسية
فا ما تعلمته مع الصمت ومع الأخوات وقد أسعدني تدوينه وإشراككم بيه
تعلمت منهم
أن اقهر كل معاناتي بصبر ورجاء ... وان أثق برب الحياة لان له المجد هو من بيده الأمر
تعلمت منهم
أن ساعات الحياة وتواجدنا فيها هي انفتاح وتجدد لحضور الله وشروق الشمس هو وعداً جديد لمحبته
تعلمت منهم
كيف أن عالمنا جنتنا بمشيئتنا نجعله جنة ونجعله جحيم
وان العمل هو صلاة والصلاة حوار مقدس والصمت في الحياة لغة الحب الإنساني
تعلمت منهم
أن السعادة تكتمل عندما تعطي ولا تنتظر أن تأخذ
تعلمت ان قلب الانسان هو ملء حياته وفيه يجد سعادته متى امتلئ من الحب
اكتشفت ان النداءات تولد معنا وكل انسان مدعوا ليكون انسانياً مدعوأً للحب والقداسة … حقيقتاً يا احبتي امتزجت روحي بأرواح المصلين فأدركت معنى ان تعيش في قلب العالم رسالة الحب والتضامن مع جميع البشر على اختلاف الانسجة والاعراق ….
بل فعل في استيقاظة كل يوم هنالك شمس تشرق وفي كل لحظة هنالك ساعة لا تتوقف … وفي كل انسان رسالة حب وقداسة وعطاء متجدد
اشكر الله على كل شيء فقد ايقنت بنعمهِ وجددت له تسليم ذاتي في كل لحظة من حياتي وعلى جميع اصعدتها ….
واهم ما تعلمتهُ…..
((ان لم تستطيع ان تكون انسانياً …لن نتستطيع ان تكون قديساً على الاطلاق))
اترككم يا احبتي ببركة الام العذراء
وانتظر تعليقكم على خبرة الصمت التي علمتني وانتظر اضافاتكم الرائعة على خبرتي تسعدني جدآ تعليقاتكم
تحياتي لجميع
†♥♫ نورا ♫♥†; توقيع العضو |
|