منْ علَّم ابنتي الكذب؟
دخل ساهر بيته فوجد زوجته في حالة كآبة شديدة، وإذ سألتها عن سبب ضيقها الشديد، فأجابت: "لست أدري ماذا أفعل... من علَّم ابنتي الكذب؟ لقد استخدمت معها كل الوسائل: تارة باللطف، وأخرى بالحزم الشديد، ومع هذا لم تستجب قط... لقد تأصلت فيها عادة الكذب".
صمت ساهر، ثم حاول أن يُهدئ من نفسية زوجته.
بعد يومين إذ كان ساهر يلاطف زوجته، قال لها: "أريد أن أسألك؛ تُرى من علَّم ابنتك الكذب؟"
أجابت الزوجة: "ربما زميلاتها... أو لعلَّه بسبب الخوف؛ فكثيرًا ما تَخفي الحقيقة خشية عقابنا لها... أليس كذلك؟"
ابتسم ساهر، وبلطف قال:
- هل تذكرين منذ أسبوع حين اتصلتْ بكِ سلوى تليفونيًا، ماذا قلتي لها؟
- رحَّبت بها.
- لقد رحبتي بها، لكن بعد الانتهاء من الاتصال التليفوني ألم تقولي: إنني لست أريدها تدخل منزلنا؟!
- قلت هذا!
- وعندما جاءت، ألم تقابليها بكل بشاشة؟ وكنت تقولين لها: "إننا مشتاقون إليكِ، لقد باركتِ بيتنا!"
- هل كنت تتوقع أنني أطردها من البيت، وأقول لها: "لسنا نريدك هنا؟"
- لست أتوقع هذا، لكن ابنتك تعلَّمت درسًا خطيرًا في الكذب والنفاق. فقد عرفت أنكِ لا تُريديها في المنزل، وفي نفس الوقت كنت ترحِّبين بها كأنكِ مشتاقة إليها جدًا.
صمتت الزوجة قليلاً، ثم همست قائلة: "حقًا أنا السبب... أنا علّمت ابنتي الكذب".
تريدني أن أكون أيقونة السماء،
أحمل الحق وأشهد به،
لكنني في غباوتي أتملق الناس وأكذب عليهم، مُقدمًا الأعذار الكثيرة!
ويلي، فبسببي يتعثر الكثيرون!
لتسكن فيّ أيها الحق،
فيُطرد الكذب والنفاق من أعماقي!
(ܠܗܢܐ ܐܠܣܐܬܝ)LONA; توقيع العضو |
|